
شهدت الحدود السورية – اللبنانية فجر اليوم الأحد حادثة مأساوية أودت بحياة 11 شخصًا من النازحين السوريين أثناء محاولتهم عبور نهر ضمن طريق تهريب غير قانونية نحو لبنان.
أحد الناجين، وهي شابة سورية، روَت تفاصيل الرحلة، مؤكدة أن المجموعة انطلقت صباحًا من جرمانا في ريف دمشق بعد ترتيب مع مهرّب، وسافروا على متن سيارة “فان” قبل أن يصلوا إلى جسر الأرزونة في طرطوس بعد ساعات من الرحلة. ومن هناك، نُقلوا إلى منزل مؤقت حيث مكثوا حتى المساء، قبل أن يُخبرهم المهرّبون بأن الطريق “آمن” لعبور الحدود سيرًا على الأقدام.
وقالت الناجية إنهم بدأوا بالعبور مشيًا في مياه النهر، لكنها سرعان ما ارتفعت، ما اضطرهم للسباحة وسط تيار قوي. وأضافت أن مجموعتها كانت تضم 11 شخصًا، وأنهم كانوا آخر مجموعة تعبر، فيما نجح بعض الأشخاص في الوصول إلى الضفة الأخرى، بينما فقد آخرون حياتهم في النهر.
تمكن الجيش السوري من الوصول إلى الموقع وإنقاذ الناجين ونقلهم إلى المستشفى للاطمئنان على وضعهم الصحي، فيما تمكن الدفاع المدني من إنقاذ رجل وسيدتين في منطقة تل كلخ، بينما ما زالت عمليات البحث جارية للعثور على باقي المفقودين.
من جهته، نفى الجيش اللبناني أي مشاركة في إجبار النازحين على العودة، مؤكدًا أن وحداته لم تتدخل في المنطقة، وأنه يسهم فقط في عمليات البحث عن الغرقى بالتنسيق مع السلطات السورية، كما يسهّل العودة الطوعية عبر المعابر الرسمية.
كما تشهد المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان، خصوصًا في ريف حمص الغربي، محاولات متكررة للعبور بطرق غير شرعية، ما دفع الجهات المختصة لتعزيز الإجراءات الأمنية، وتكثيف الرقابة على الشبكات التي تنشط في تهريب البشر، لحماية المدنيين وضمان سلامتهم.