حذّر شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ سامي أبي المنى، من مخططات تستهدف ضرب أبناء الوطن الواحد في سوريا، داعيًا إلى الحكمة والتبصّر بعواقب الأمور وضرورة لملمة الوضع وجمع الشمل في ظل الأحداث الدامية التي تتعرّض لها طائفة الموحدين الدروز في منطقتَيّ جرمانا وأشرفية صحنايا.
جاءت تصريحات أبي المنى خلال لقاء روحي وشعبي عُقد في مقام الأمير السيد عبد الله التنوخي في عبيه، بحضور الشيخ القاضي نعيم حسن وعدد من المشايخ، حيث استنكروا الأحداث المؤسفة التي طالت طائفة الموحدين الدروز في سوريا.
وقال الشيخ أبي المنى: "لنصلي ولندعو من أجل إخواننا الذين يمرون بضيق في الأشرفية وصحنايا وجرمانا، والذين نتواصل معهم لحظة بلحظة منذ الأمس ومنذ فجر اليوم". وأضاف: "هناك تسارع في الأمور، ممّا يدل على وجود شحن في النفوس ونوايا مبيتة قد تكون جزءًا من مخططات مشبوهة. يجب أن نكون واعين ومدركين، وأن نتحصن بالعقل الذي يقودنا إلى الخلاص من هذه المحنة".
وأكّد أبي المنى أنّ "ما حصل في سوريا يحمّل الدولة السّورية والعقلاء المسؤولية في ضبط الأمور، خصوصًا إذا كان هناك تسريب كلام غير مقبول بحق النبي عليه الصلاة والسلام، فهذا مرفوض تمامًا ويُظهر أنّ هناك مخططات لزرع الفتنة بين أبناء الوطن". وأكّد على ضرورة أن يكون العقل هو الدافع نحو الحكمة والتبصر بالأمور، والعمل على جمع الشمل وتجاوز الفتنة.
وأوضح أبي المنى أنّ ما يحدث في سوريا، سواء في السويداء أو الغوطة أو الإقليم، يؤثّر في طائفة الموحدين الدروز في لبنان وسوريا وفلسطين، مشددًا على وحدة المصير والهدف بين أبناء الطائفة في كلّ مكان. وقال: "نحن أبناء طائفة إسلامية موحّدة، في لبنان وسوريا وفلسطين، هدفنا واحد وهو صون هذه الطائفة العربية الإسلامية الموحّدة".
وفي سياق متصل، أكّد أبي المنى على أنّ التواصل مع القيادة السياسية، بما في ذلك مع وليد جنبلاط والأمير طلال أرسلان، ومع المسؤولين في سوريا وتركيا وقطر والسّعودية، مستمر من أجل تعزيز الوحدة والتحذير من الانجرار وراء الفتنة. كما شدّد على أن عقل الطائفة يجب أن يوجّهها نحو الصواب ولا يجوز أن تنجر إلى الفوضى والاعتداءات.
وفي ختام كلمته، دعا أبي المنى الجميع إلى الوحدة والصلاة، مؤكّدًا أن "أمضى السلاح هو وحدتنا"، وناشد الجميع أن يظلوا تحت عباءة المشايخ الأجلاء في سبيل الحفاظ على كرامة الطائفة وتوجيهها نحو الطريق الصحيح.