
لم يكن مستغرباً خروج منتخب لبنان من التصفيات المؤهلة إلى كأس العرب على يد منتخب السودان، لكن السيناريو الذي أدّى إلى إقصاء منتخب الأرز من البطولة، أعادنا إلى الحقيقة المرّة، الحقيقة التي لا يريد المعنيون والمسؤولون الالتفات إليها، وهي أنّنا في الحضيض الكروي.
خسارة مؤلمة تعرض لها منتخب لبنان ضد منتخب السودان، في مباراة الملحق المؤهل إلى دور المجموعات من كأس العرب لكرة القدم. فبعد أن تعرض منتخب السودان لضربة قويّة في الدقيقة 24، بطرد لاعبه جون روبيا، ليُكمل المباراة بعشرة لاعبين، لم يكن ذلك كافياً للبنان ليفرض سيطرته على المباراة والمضي قدماً نحو تحقيق الفوز والعبور إلى دور المجموعات.

خسارة لبنان اليوم وخروجه من كأس العرب بهذه الطريقة المهينة، ليست تفصيلاً كروياً فنيًّا أو ظرفاً استثنائياً يتحمله المدرب واللاعبون فقط، بل هي خسارة أكّدت المؤكّد من جديد، وأعادت فضح وتعرية المسؤولين عن اللعبة، فالاتحاد اللبناني لكرة القدم هو المسؤول الأول والأخير عن هذا الانهيار المتواصل، فمن غير المنطقي أن يتبدّل كل شيء في كرة القدم من حولنا، ويبقى اتحاد اللعبة في لبنان مُحصّناً، لا يريد أن يتغيّر ولا يسمح لأحد بأن يغيّره.
الوجوه هي نفسها منذ سنوات طويلة، تُعاد وتُستنسخ في المناصب، وعلى رأسهم الأستاذ هاشم حيدر، المدعوم مباشرةً من حركة أمل في حسابات سياسية ضيقة.
حيدر يرأس مجلس الجنوب أيضًا، وكأن لعبة كرة القدم لا تستدعي الـFull time من رئيس اتحادها، بل يمكن أن يهتم بشأنها في وقت فراغه، أو على المقلب الآخر، وكأن الجنوب الجريح والمستهدف لا يحتاج لاهتمام Full time أيضًا.

أين هي كرة السلة اللبنانية اليوم وأين هي كرة القدم اللبنانية؟ فرق شاسع بين اللعبتين بالرغم من وجود مواهب كبيرة جدًا في كرة القدم، والإصرار على ولايات جديدة لنفس الاتحاد بنفس الطريقة بنفس الشخصيات ما كان ليحصل لا في السودان، البلد الذي هزمنا ولا في أي مكان في العالم.
7 ولايات، أكثر من 20 عامًا من سياسات فاشلة لتطوير كرة القدم في لبنان، وكل ما نحتفل به هو حصول إنفانتينو على الجنسية اللبنانية من أجل افتتاح ملعب جديد في بيروت.
ففي أي بلد طبيعي، وفي أي اتحاد يحترم نفسه ويحترم جمهوره، هزيمة بهذه الطريقة، كانت لتقود إلى استقالة جماعية فورية، لكن حدّث ولا حرج، مكانك راوح، فمتى تنتهي هذه المهزلة؟