قبل الانتخابات البلديّة الأخيرة، توقّع عدد كبير من المحلّلين السياسيّين كما عدد من الأحزاب، تراجعًا كبيرًا لحضور التيار الوطني الحرّ في انتصارات بلديات محافظة جبل لبنان.
ولكن عكس ما هو متوقّع، أظهرت النتائج، أنّ الانقسام الذي حصل في صفوف التيار لم يؤثّر عليه بشكل كبير أو إن صحّ القول، لم يؤثّر عليه في كل البلدات.
خسر التيار الوطني الحرّ في بلدات كبرى في جونيه، جبيل وجديدة المتن ولكن في المقابل فاز في بلدات كبرى أخرى مثل الكحالة، الحدث ودير القمر.
وأيضًا، في بلدة العقيبة مثلًا، أي في عقر دار نائب القوّات اللبنانيّة، شوقي الدكاش، فازت لائحة التيار، وهذا ما حصل أيضًا في دير القمر، مسقط رأس نائب رئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللّبنانيّة، جورج عدوان، حيث فازت لائحة التيار و"الأحرار".
والمفاجأة أنّه حاز في بعض البلدات على عدد مقاعد أكبر من الانتخابات السّابقة.
إليكم الأرقام بالتفصيل:
-من أصل 330 بلدية في جبل لبنان، خاض التيار معركته في 236 بلديّة وفاز بـ201.
-من أصل 2714 عضوًا في كل جبل لبنان، فاز التيار بـ639 مقعدًا بلديًا أي بنسبة 23%.
-فاز 159 مختارًا في جبل لبنان للتيار هذا العام، والمفاجأة الكبرى تكمن في المقارنة مع الـ2016، فبوقتها كان للتيار في كل لبنان 103 مخاتير أمّا اليوم في جبل لبنان فقط 159.
إذًا، بعد هذه النتائج في جبل لبنان، يمكن القول أنّ لا احتكار على صعيد الزعامة المسيحيّة من قبل القوّات اللّبنانيّة، كما كان مسوّق له في الفترة الأخيرة.
يبدو أنّ القوّة المسيحيّة لا تزال موزّعة، ولا يمكن لأي جهّة القول أنّها الممثّلة المطلقة للمسيحيّين، فليس هناك لا خاسر ولا فائز كليّ.
انتخابات جبل لبنان، جعلت الأحزاب المسيحيّة تعيد النظر بحساباتها، كون مثلًا السّلطة والزعامة المطلقة التي كانت تتحدّث على نهجها القوات اللبنانيّة لم تُتَرجم في كل البلدات.
في بلديّات جبل لبنان، تقاسم الزعامةالمسيحيّة لا يزال موجودًا، العين الآن على الانتخابات النيابيّة لهذه المحافظة.
إليكم بعض عناوين المقالات التي نُشِرَت عن نتائج التيار:
