logo
logo
logo

منوعات

في ذكرى عاشوراء.. تعرّفوا على طبق "الهريسة" العابر للطوائف والحدود!

في ذكرى عاشوراء.. تعرّفوا على طبق "الهريسة" العابر للطوائف والحدود!

لا توجد ثابتة واحدة، لتاريخ البدء بإعداد طبق الهريسة، على الرّغم من انتشارها الكبير عند المسلمين الشيعة في عاشوراء، إلّا أنّ ما لا تعرفونه عن الهريسة أنّها منتشرة عند عدة ديانات ولها أسماء عديدة مثل الهريس، الحنطية، الطلوع. 

 

الهريسة مأخوذة من الفعل هرس أي دق الشيء. فمثال على ذلك، في دول الخليج تحضّر الهريسة في رمضان وفي مناسبات الزواج أو الأعياد كعيدي الأضحى والفطر، وعند الأرمن تسمّى هريسة الأرمن وهي متوارثة منذ 16 قرنًا وتقدّم في المناسبات الدينية الأرمنية التي تطلّب الصيام والتكفير عن الذنب ويقدّم أيضًا في عيد الفصح ويُعتبر الطبق الوطني لأرمينيا.

 

وعند المسيحيين، أيضًا تحضّر الهريسة على مواقد الحطب في المناسبات السعيدة وحتى الحزينة، ولاسيّما في عيد السيدة العذراء، ويقترن تحضيرها وتوزيعها منذ القِدم بالذبائح المقدّمة إلى الكنيسة، وتعد كوجبة جماعية للمدعوين والمشاركين في الاحتفالات الدينية والشعبية، وأحيانًا يعمد المحتفلون في القرى بالأعياد والأعراس إلى إرسال حصص من هذه "الأكلة" إلى الأقارب أو الأصدقاء الذين لم تتيسّر لهم المشاركة في الاحتفال.

 

وإلى جانب المسيحيين يستخدم الآشوريون الهريسة في عيدي الميلاد والفصح ويتم تحضيرها في بعض القرى اللّبنانية في مناسبات الزواج لتوزيعها على العائلات الأكثر فقرًا.

 

وتؤكّد بعض الروايات، أنّ طبق الهريسة يعود إلى عام 61 للهجرة، حين قامت السيدة زينب ابنة علي، شقيقة الإمام الحسين، على طبخ مقدار من القمح والشعير لإطعام النّساء والأطفال، بعد وصول موكب السبايا من العراق إلى الشّام.

جنوب.jpg

ومع مرور السنوات، تتكرّس بشكل كبير، عملية إعداد أطباق الهريسة، المكوّنة من القمح والسمنة واللّحوم، سواء لحوم البقر أو الغنم أو الدجاج.

 

وتطهى بقدور نحاسية كبيرة، قادرة على تحمّل حرارة النيران، التي تستمر ما بين ستة إلى ثماني ساعات على الموقدة، التي تتغذى من الاخشاب الغليظة المناسبة. ولم يستطع اي طبق آخر منافستها، على الرّغم من دخول انواع كثيرة من الأطباق والحلويات العصرية والراحة وأنواع من الكعك وغيرها.

 

تشهد الضاحية الجنوبية لبيروت وبعض القرى الجنوبية، إعدادًا سنويًا لأطباق الهريسة، خصوصًا في ذكرى عاشوراء وفي أربعينية الحسين، إذ ترتفع عشرات القدور في صف طويل، يتدافع فيه المحبون إلى إعداد الحطب ومكوّنات الهريسة والحرك المتواصل بأعواد خشبية، ببذل ذاتي عربون وفاء لهذه الذكرى، حيث توزّع الأطباق بأواني بلاستيكية صغيرة، بعدما كانت تُحضر الطناجر لأخذ حصة كلّ مواطن من دون مقابل، وسط جمهرة من الكبار والصغار، الذين يتضامنون في انجاز هذه المهمّة المحبّبة إلى قلوبهم، في حين يقوم أفراد، كتقليد سنوي بإعداد الهريسة عن ارواح أمواتهم في المدن والبلدات كافة.