بعد أن وجّه المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عدّة إنذارات استهدفت طيرفلسيه وعيناتا وشحور وديركيفا، نشر الفيديو الأخطر، وهو موجّه لبلدة بيت ليف.
أفيخاي نشر فيديو يتحدّث عن وجود مبان عسكرية و"مستودعات وسائل قتالية" وبنى تحتية تحت الأرض في كل هذه النقاط التي تظهر في الصورة.
باختصار، قرية بيت ليف كلها باتت مهددة الآن، وحتمًا أكثر من نصف أهلها سيخلون البلدة، ليس مبنى أو 2 أو 3، هذا إنذار لقرية كاملة.
لا يخفى على أحد أن الإسرائيلي يعتمد أسلوب تهجير أهل الجنوب تمهيدًا لإقامة منطقة عازلة تشمل كل القرى الحدودية، والذي بدوره سيمهّد لمشروع إسرائيل الكبرى.
إنذار كل بضعة أيام ليس كفيلًا بتهجير أهل الجنوب، ولكن هذا الأسلوب الجديد، الذي يشكّل تصعيدًا كبيرًا، من شأنه أن يزيد من عدد المغادرين الجنوبيين، وسط عدم قدرة الحزب بالردع بعد النكسة الكبيرة التي تعرّض لها في حرب أولي البأس، والذي ليس واضحًا ما إذا كان قد تعافى فعلًا، أو أنّه تحت الضغط الكبير جدًا.
بعد هذا الإنذار الجديد والخطير، لن يتفاجئ أحد بإنذار مشابه يستهدف بلدة أخرى، وبهذا الشكل وبعد أشهر قليلة، قد نكون على موعد مع إخلاء عشرات البلدات الجنوبية، والقرى الأخرى حتمًا ستتأثر وتنزح إلى بيروت.
موجة النزوح لن تبدأ مع هذا الإنذار، فالقرى الجنوبية خسرت نسبة كبيرة من أبنائها، إما من خسر منزله، وإما من لم يجد سبيل للعيش بظل الوضع الأمني والاقتصادي الصعب جدًا.
الدولة عاجزة، الحزب يبدو عاجزًا ولكن المقاومات تبنى على المفاجئات، هل يمتلك الحزب القدرة على تغيير شيئًا من الواقع؟ هل يتدخل المحور لإنقاذ جنوب لبنان؟ هنا يبقى السؤال والأيام المقبلة ستكشف مستقبل جنوب لبنان.
المصدر: مقال رأي
