- كتب أحمد نصرالله -
تلقى منتخب لبنان خسارته الثانية في بطولة كأس آسيا لكرة السلة أمام منتخب كوريا الجنوبية، لكن بأي طريقة جاءت هذه الخسارة؟
سلة المنتخب اللبناني استقبلت 22 ثلاثية من الشمشون الكوري، الذي سجّل 66 نقطة من خارج القوس، محطّمًا عدة أرقام قياسية في البطولة.
لا شك أن المنتخب الكوري كان محظوظًا، فلا يمكن أن يكرر هذا الأداء أمام أي منتخب آخر، حتى لاعبوه بدوا مذهولين مما حدث، إذ كانت ملامح الدهشة واضحة على وجوههم مع كل تسديدة ناجحة، لا مجرد الفرح.
لكن بعيدًا عن التوفيق الكوري، إذا ركزنا على أخطاء منتخبنا في هذه المباراة وفي البطولة عمومًا، فسنجد أن المدرب بيريزيتش قدّم نموذجًا سيئًا للغاية من حيث الأداء الفني. فمن النادر أن تمتلك هذه المجموعة من اللاعبين وتخرج بهذا الأداء المخيّب، فيما يلي أبرز النقاط السلبية التي ظهرت حتى الآن:
من الواضح أن المدرب الصربي ميودراج بيريزيتش لا يملك دراية كافية بكرة السلة اللبنانية، وأن قرار الاستغناء عن جاد الحاج وعدم تعيين أحمد فرّان كان قرارًا خاطئًا ومكلفًا، سندفع ثمنه من خلال هذا الظهور المخزي في البطولة، بعد أن تمّ تلميع صورة المنتخب اللبناني في السنوات الأخيرة.
لا يمكن لأحد أن ينكر فضل علي حيدر الكبير على المنتخب. هو قائد ومحارب حقيقي قدّم الكثير للبنان، لكن حان وقت الراحة. فالسرعة وطريقة التفكير التي تتطلّبها هذه البطولة لم تعد تناسبه، وهذا واضح للجميع.
يستمر مسلسل سوء اختيار اللاعبين الأجانب من قبل الاتحاد اللبناني، لكن الفضيحة هذه المرة كانت مدوية. فاللاعب "لاوسون"، الذي تم اختياره، لا يصلح حتى للعب في الدوري اللبناني، فكيف يُمثّل لبنان في كأس آسيا؟ وجوده على أرض الملعب لا يتعدى ممارسة الكارديو، بغض النظر عمّا فعله سابقًا.
ومع تعجّب اللاعب "سبيلمان"، الذي شارك في كأس العالم، من عدم تلقيه أي اتصال من الاتحاد، يُطرح السؤال التالي: لماذا تم الاستغناء عنه بعدما استعاد لياقته، واستُبدل بلاعب لا يقدم أي قيمة مضافة للمنتخب؟
قرار رفض مشاركة وائل عرقجي من قبل الاتحاد الآسيوي كان بالتأكيد قرارًا غير صائب. وائل لم يتعاطَ منشطات، بل تلقى جرعة علاجية لتسريع شفائه، وذلك قبل شهرين من البطولة. ولو خضع لفحص حالي، لما ظهرت هذه المادة في جسمه.
لكن، وبالرغم من تقديمه كل الوثائق والأدوية كإجراء قانوني وأخلاقي للاتحاد، قرر الاتحاد الآسيوي حرمان أفضل لاعب في النسخة السابقة من البطولة، وحرمان منتخب بلاده من خدماته. والسؤال هنا: هل كان الاتحاد الآسيوي سيتخذ القرار نفسه لو كان اللاعب من منتخب آخر، كالسعودية مثلًا؟
هايغ من اللاعبين الذين يحلم بهم أي مدرب. ثابت في مستواه، قادر على تنفيذ مختلف الأدوار، وذكي جدًا في الملعب. لكن، ولسوء حظ المنتخب، قدّم أسوأ أداء له أمام أستراليا وكوريا الجنوبية، ودفعنا ثمن ذلك غاليًا.
بالنظر إلى ما حققناه في السنوات الماضية، وبعيدًا عن العبارات العاطفية من نوع "نعم نستطيع" و"اللبناني ما بيستسلم"، فإن الواقع يقول إن لبنان قادر فعلًا على إقصاء اليابان. التشكيلة الموجودة حاليًا تملك إمكانات كبيرة، إذا عرف المدرب بيريزيتش كيف يوظّفها بطريقة فعالة، متخلّيًا عن خططه الباهتة. فباستثناء أستراليا، لا يوجد منتخب أقوى من لبنان على مستوى آسيا، وقد أظهرنا أداء مشرّفًا أمام الأستراليين حتى في غياب وائل وسيرجيو.
المصدر: مقال رأي