logo
logo
logo

مقالات

هل يهدأ القصف الجويّ تحت العواصف؟ إليكم الإجابة العسكرية

هل يهدأ القصف الجويّ تحت العواصف؟ إليكم الإجابة العسكرية

جان ماري توما-

 

نعيش يوميًا على وقع القلق الأمني الناتج عن الاعتداءات الإسرائيلية، خصوصًا مع ارتفاع وتيرة القصف في الجنوب في الأيام الماضية.
ومع دخول الشتاء، يعود سؤال منطقي يطرحه كثيرون: هل تخفّ حدة القصف مع الأمطار والعواصف؟ إليكم ما تقوله القراءة العسكرية.

 

 

أولًا: هل تتأثر الطائرات الحربية بالطقس؟

مع تطوّر التكنولوجيا الجوية، أصبح تأثير الطقس على الطيران الحربي محدودًا، لكنّه ليس معدومًا.

 

متى يتأثر الطيران الحربي فعلًا؟

التأثير الفعلي يظهر فقط في حالتين استثنائيتين:

-عواصف رعديّة وبرق شديد جدًا، يشكّل خطرًا على الأجهزة الإلكترونية وعلى مسارات الطيران.

-رياح قويّة جدًّا: تُصعّب عملية الإقلاع والهبوط وقد تؤثر على دقّة المناورة.

ما عدا ذلك، يبقى الطيران الحربي قادرًا على تنفيذ مهامه في الرياح متوسّطة القوّة والأمطار الشتويّة الطبيعيّة، لأن الأنظمة الملاحية والرادارات الحديثة لم تعد تعتمد على الرؤية البصرية.

 

ثانيًا: هل تتأثر دقة الاستهداف بالطقس؟

الإجابة المباشرة: لا، تقريبًا.

السبب بسيط:
الجيش الإسرائيلي غالبًا يمتلك إحداثيات دقيقة مسبقًا لأهدافه. وبالتالي لا يحتاج الطيار إلى رؤية الهدف بعينه، بل يعتمد على ما يسمّى بـ "نظام hit and run"-ضربة سريعة تستند إلى معلومات جاهزة.

 

ثالثًا: ماذا عن المسيّرات؟ هنا يكمن الفارق

على عكس الطائرات الحربية، المسيّرات تتأثر كثيرًا بالطقس.

والسبب أنّ وزنها خفيف، ما يجعلها عرضة لتغيّر اتجاهها بفعل الرياح. تحتاج إلى رحلة طويلة المدى غالبًا، ما يعرّضها لتقلبات الطقس. أي خلل بسيط قد يؤدي إلى فقدانها أو سقوطها قبل الوصول إلى الهدف.

ومع ذلك، يفضّل الجيش الإسرائيلي استخدامها لأنها: تلاحق الهدف. ترصد محيطه لحظة بلحظة. توثّق مرحلة ما بعد الضربة لتأكيد النتيجة.

لكن في الطقس السيئ، تتراجع وتيرة استخدامها، ويجري اللجوء أكثر إلى الطائرات الحربية بدل المسيّرات.

 

رابعًا: المدفعية... السلاح الأكثر تأثرًا بالرياح

القصف المدفعي يعتمد على: زاوية الرمي، سرعة المقذوف واتجاه الهواء.
لذلك، الرياح العالية تؤثر مباشرة على دقة الضربات، وقد تدفع الجيش إلى تأخير أو تغيير توقيت الرمايات.

 

بالختام، هل يقلّ القصف فعلاً في الشتاء؟

ليس بالضرورة. الطائرات الحربية تعمل بشكل شبه طبيعي أمّا المسيّرات قد تتراجع نسبيًا في العواصف والرياح القوية. المدفعية تتأثر لكنها لا تتوقف.

وبالتالي، قد تتغيّر أنواع الأسلحة المستخدمة، لكن وتيرة القصف نفسها لا تنخفض بشكل كبير إلا في حالات الطقس القاسي جدًا.