بين تداعيات الحروب الأخيرة في المنطقة وتقلبات التحالفات الإقليمية، تكشف صحيفة "إسرائيل هيوم" معلومات أو مؤشرات حول تقارب سعودي – إسرائيلي محتمل خلال العام المقبل، في إطار يقوده النفوذ الأميركي والمصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة.
وفقًا للصحيفة الإسرائيليّة، يرى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في التعاون مع إسرائيل جزءًا من رؤية "السعودية 2030" التي تهدف إلى شراكات واسعة في الاقتصاد، التكنولوجيا، والأمن.
الخبراء الإسرائيليون يشيرون إلى أن مجالات التفوق الإسرائيلية مثل الأمن السيبراني والتكنولوجيا المالية تتقاطع مع هذه الرؤية، ما يجعل التعاون بين البلدين فرصة استراتيجية كبيرة.
الإمارات، وفق مسؤول إسرائيلي رفيع، لعبت دور الوسيط الحيوي، مستمرة في رحلاتها الجوية إلى تل أبيب حتى أثناء الحرب، ومقدمة مساعدات إنسانية للفلسطينيين بالتنسيق مع إسرائيل.
إضافةً إلى ذلك، تشترك الرياض وأبو ظبي في موقف واضح: إعادة إعمار غزة لن تكون ممكنة طالما حركة حماس موجودة، لكنهما ملتزمتان بتمويل مشاريع إنسانية وبنية تحتية للمناطق المتضررة.
تقرير الصحيفة كشف أن السعودية دعمت إسرائيل عمليًا خلال الحرب مع إيران في حزيران الماضي، باعتراض طائرات مسيّرة إيرانية كانت متجهة نحو الأراضي الإسرائيلية، في خطوة غير معلنة تؤكد عمق التنسيق الأمني غير المباشر بين الرياض وتل أبيب.
وتابع التقرير الخاص بـ:إسرائيل هيوم"، أنّ إيران وحركة حماس حاولتا إيقاف مسار التطبيع، حيث أظهرت وثائق استخباراتية أن أحد أهداف هجوم السابع من تشرين الأول كان عرقلة التقارب السعودي – الإسرائيلي، وهو ما تحقق مؤقتًا بسبب تعقيدات إدارة الحرب الأميركية آنذاك.
مع عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، عاد ملف التطبيع إلى الواجهة، باعتباره جزءًا من اتفاقيات أبراهام، حيث أعرب المسؤولون السعوديون عن رغبتهم الصريحة في الانضمام، وهو ما قد يشجع دولًا عربية وإسلامية أخرى على اللحاق بالمبادرة.
الصحيفة أشارت إلى أن الاتصالات المباشرة بين الرياض وتل أبيب بلغت مرحلة متقدمة في أيلول 2023، عندما بُث خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة على التلفزيون السعودي للمرة الأولى، ما يشير إلى تقارب غير مسبوق. ورغم أن الحرب الأخيرة عطلت هذا المسار، تبقى السعودية مهتمة بإعادة إطلاقه ضمن إطار سياسي جديد.
في نهاية التقرير فسّرت الصحيفة أنّ السعودية والإمارات تنظران للشرق الأوسط إلى جانب إسرائيل، فرصة اقتصادية واستراتيجية هائلة.