logo
logo
logo

الأخبار

الذرّة والسياسة.. أوروبا تُعيد ترتيب عناصر الاتفاق مع إيران

الذرّة والسياسة.. أوروبا تُعيد ترتيب عناصر الاتفاق مع إيران

في خطوةٍ دبلوماسيّة لافتة تهدف إلى كسر الجمود النووي، أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا عن عزمها تقديم "عرض تفاوضي شامل" إلى إيران، في محاولة لإحياء المفاوضات المتوقفة بشأن برنامجها النووي. وجاء هذا الإعلان على لسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمرٍ صحافيّ مشترك مع قادة أوروبيين، حيث أكد أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تتمكن من مواصلة أنشطتها الرقابية داخل إيران لضمان عدم تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية.

 

العرض المرتقب لم يُكشف عن تفاصيله بعد، كما لم يُعلن عن موعد تقديمه رسميًا، غير أن مصادر دبلوماسية توقّعت أن يتضمّن حوافز اقتصادية كبيرة مقابل التزام إيراني صارم بالضوابط التي تفرضها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويأتي هذا التحرّك الأوروبي في وقتٍ تشهد فيه العلاقات مع طهران توترًا متصاعدًا، على خلفية تصعيد عسكري أخير بين إيران وإسرائيل، ما يزيد من القلق الدولي بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني واحتمالات انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة.

 

وتسعى الدول الأوروبية إلى إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات على أساس اتفاق 2015، الذي حدّ من قدرات طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات، قبل أن تنهار أجزاء منه عقب انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018. في هذا السياق، جدّد وزير الخارجية الألماني يوهانس فاديفول هذا الأسبوع تأكيده على أن دول "الترويكا الأوروبية" مستعدة لمواصلة الحوار مع طهران، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل يُعزّز الأمن الإقليمي والدولي، ويضمن الشفافية الكاملة في ملف إيران النووي.

 

وبين التصعيد في الشرق الأوسط، والرغبة الأوروبية في تجنّب مواجهة جديدة، يبدو أن هذا "العرض التفاوضي" يشكّل أحد آخر الأوراق الدبلوماسية المطروحة قبل أن تزداد الخيارات تعقيدًا على الساحة الدولية.