
في خطوة تُجسّد طموح أنقرة لتقليل اعتمادها على مصادر الطاقة الخارجية، أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار أنّ المفاعل الأول في محطة "أكويو" النووية سيبدأ بإنتاج الكهرباء عام 2026، ليشكّل انطلاقة فعلية لأول مشروع نووي في تاريخ تركيا.
المشروع الذي يُنفّذ بالتعاون مع روسيا يُعدّ الأضخم في تاريخ البلاد من حيث حجم الاستثمار والتقنيات المستخدمة. وتضم محطة "أكويو"، الواقعة في مقاطعة مرسين جنوبي البلاد، أربعة مفاعلات من طراز VVER-1200 من الجيل الثالث المطوّر، بقدرة 1200 ميغاواط لكل مفاعل، ما سيمكنها عند اكتمال التشغيل من إنتاج نحو 35 مليار كيلوواط/ساعة سنويًا - أي ما يعادل 10% من احتياجات تركيا من الكهرباء.
بيرقدار أكّد أنّ الجدول الزمني للمشروع يسير وفق الخطة، مشيرًا إلى أنّ التعاون مع موسكو يتجاوز الجانب التقني إلى شراكة استراتيجية طويلة الأمد تشمل نقل التكنولوجيا، وتدريب الكفاءات، وتعزيز القدرات الصناعية المحلية.
اقتصاديًا، يُتوقع أن تُسهم المحطة في تقليص فاتورة استيراد الطاقة التي تُرهق الميزان التجاري التركي، إلى جانب توفير مصدر مستدام ومستقر للكهرباء يدعم خطط النمو الصناعي. وفي الأفق البعيد، تطمح أنقرة إلى رفع قدرتها الإنتاجية إلى 20 غيغاواط بحلول عام 2050 عبر إنشاء محطات إضافية ومفاعلات صغيرة النمط، ما يعزّز موقعها كمركز إقليمي للطاقة.
بهذا المشروع، تضع تركيا نفسها على خريطة الدول النووية السلمية، واضعةً أسس مرحلة جديدة من التحول الطاقوي المتوازن بين الحاجة الاقتصادية والطموح الاستراتيجي.