logo
logo
logo

مقالات

بين الاقتباس وفقدان الهويّة...أين الإبداع العربي؟

 بين الاقتباس وفقدان الهويّة...أين الإبداع العربي؟

تشهد ساحة الدراما في لبنان وسوريا موجة واسعة من المسلسلات المعرّبة. إذ يُأخذ النّص من التّركي ويُترجم إلى اللّغة العربيّة، هذه المسلسلات تتلقّى موجة واسعة من الانتقادات إذ يعتبر البعض أنّها لا تشبه مجتمعاتنا العربيّة. هذه المسلسلات على الرّغم من جاذبيّتها الكبيرة إلّا أنّها تطرح تساؤلات كثيرة. هل نعاني من أزمة كتابة؟ أين هم مبدعينا؟ وغيرها من الأسئلة التّي تضع الصّناعة الدرامية والهوية والإبداع في الواجهة.

 

لماذا يلجأ المنتجون إلى التعريب؟

تُغري النّجاحات السّاحقة للمسلسلات التّركية الشّركات العربيّة فيختارون الاقتباس بدل المغامرة بنصوص جديدة.

 فالجمهور يعرف القصة مسبقًا ويُقبلها ويتعاطف مع شخصيّات العمل، ما يجعل المخاطرة الإنتاجيّة أقل. لكنّ هذا "الأمان" التّجاري يأتي غالبًا على حساب الابتكار، إذ تتحوّل الدراما المحليّة إلى مجرّد مرآة باهتة لأعمال أجنبية.

 

أزمة الهوية في النصوص المُعرّبة

عند عرض قصّة تركيّة ونقلها  بالكامل إلى المجتمع العربي،  يحدث اضطراب في السّياق الاجتماعي والثّقافي. فالكتاب ينقلون القصّة كما هي من دون إجراء أي تعديلات تجعل المسلسل أقرب إلى البيئة اللّبنانيّة والعربيّة. فنشهد اختلاف كبير في القيم والمبادئ والعادات والتّقاليد.
لذلك تبدو بعض الأعمال المُعرّبة مفروضة قسرًا على الواقع العربي، فتفقد مصداقيتها، وتتحوّل الشخصيات إلى قوالب غير منسجمة مع بيئتها.  بالإضافة إلى الاختلافات في القوانين، هذا لا يؤخذ بعين الاعتبار في أحيان كثيرة.

 

سقوط في فخ الاستنساخ

تعتمد بعض النّسخ العربيّة على مطابقة شبه حرفيّة للمشاهد الأصليّة، وصولًا إلى مواقع التّصوير والحوارات وحتى الملابس. هذا التّكرار يفرغ العمل من روحه، ويجعل المقارنة مع النّسخة الأصليّة ظالمة دائمًا.
فالجمهور الذي شاهد العمل التّركي الذّي دبلج أصلًا إلى اللّغة العربيّة، يلاحظ فورًا فقدان العفوية وبُعد الأداء العربي عن القوّة الدّرامية للنّص الأصلي.

فيما الأتراك يعكسون عاداتهم وتقاليدهم وبيئتهم في كل الأعمال حتى المقتبسة. 

من هنا سؤال يُطرح، لماذا يغيب الإبداع عن بلاد المبدعين؟ يحوي العالم العربي عدد كبير من المبدعين في مختلف المجالات.