في خطوة جديدة أخرى لسوريا داخل المجتمع الدولي والعلاقات المرمّمة، أُعلن، أمس السبت، في العاصمة الأميركية واشنطن، عن تأسيس مجلس الأعمال الأميركي- السوري، كمؤسسة مستقلة، غير ربحيّة وغير سياسية، تهدف إلى دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين سوريا والولايات المتحدة.
وأوضح المجلس، في بيان رسمي، أن هدفه الرئيسي هو بناء منصة فاعلة لتبادل الخبرات وتقديم الرؤى للشركات والمستثمرين، بما يساهم في دعم جهود إعادة الإعمار وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في سوريا بعد سنوات من الأزمات.
ومن المخططات التي يعمل عليها المجلس، خلال المرحلة المقبلة، هي تنظيم وفود تجاريّة ومؤتمرات استثماريّة بين الجانبين، كما سيقدّم خدمات استشارية وإرشادية متكاملة للجهات الرسمية، تشمل الجوانب القانونية والضريبية ومتطلبات التصدير والاستيراد، وذلك بالتنسيق مع غرف التجارة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا".
ودعا المجلس مشجّعًا جميع رواد الأعمال والمستثمرين والخبراء الاقتصاديين إلى الانخراط في جهود التعاون المباشر، سعيًا إلى بناء علاقات تجاريّة قويّة ومستدامة بين دمشق وواشنطن.
القيّمين والمسؤولين عن هذا المجلس:
اعتبر العضو المؤسس في المجلس، عصام غريواتي، أن "هذه المبادرة تشكّل منصة اقتصاديّة واعدة لدعم مرحلة إعادة بناء سوريا، من خلال تعزيز الشراكة مع الجانب الأميركي".
بدوره، أعلن الدكتور المهندس جهاد سلقيني، عضو مؤسس في المجلس، أن شركته "FSN Telecom" أصبحت أول شركة أميركية تُطلق خدمات الجيل الرابع "4G" في شمال سوريا، معرباً عن أمله في أن تمثّل هذه الخطوة، إلى جانب جهود المجلس، حجر أساس لشراكة استراتيجية متينة بين البلدين.
ويضم مجلس الأعمال الأميركي السوري، إلى جانب غريواتي وسلقيني، رجال وسيدات الأعمال: عبد الحميد العاقل، ماركي بريتن، وباسل عجة، إضافة إلى مجلس استشاري يضم المستشار القانوني سمير صابونجي، والمحامي والمستشار كمال هيكل، والمستشار المالي لؤي الحمصي.
ونذكّر أنّ وزارة الخزانة الأميركية، أعلنت في أواخر شهر أيار 2025، عن "تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا"، موضحة أن هذا الإجراء يأتي تنفيذًا لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكان الرئيس ترامب قد أعلن، في وقت سابق، من المملكة العربية السعودية، رفع جميع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، بعد أكثر من أربعة عقود من القيود الاقتصادية والسياسية المشددة.
وكشف البيت الأبيض للإعلام أنّ ترامب أبلغ الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، خلال اللقاء الذي جمعهما في السعودية، بضرورة التعاون مع الولايات المتحدة في منع عودة تنظيم "داعش"، كما دعا سوريا إلى الانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية مع إسرائيل.
وأيضًا الاتّحاد الأوروبي كان له كلمة بخصوص العقوبات، إذ أعلنت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن الاتحاد قرّر رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا بالكامل.