شدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله على أنّ بعض المواقف الصادرة عن الحكومة لا تتعارض فقط مع البيان الوزاري، بل "تشكّل نقيضًا له"، معتبراً أنّ هذه التصريحات تعبّر عن تنصّل واضح من المسؤوليات التي التزمت بها الحكومة أمام الشعب اللبناني، والتي نالت على أساسها ثقة المجلس النيابي.
وأشار فضل الله إلى أنّ "من الواضح أن بعض من في الحكومة لم يقرأ أو لا يقرأ البيان الوزاري، وربما لا يعرف على ماذا حصل ليكون في موقع المسؤولية"، مؤكدًا أن منح الثقة تمّ بناءً على التزامات واضحة ومتدرّجة، لا يُمكن التعامل معها بشكل انتقائي أو وفق إملاءات خارجية.
وذكّر فضل الله بأن أول بنود البيان الوزاري يتحدث عن التزام الحكومة بالإسراع في إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي، والبند الثاني يتعلّق بتحمّل المسؤولية الأمنية وحماية الحدود وردع المعتدي، فيما ينص البند الثالث على اتخاذ كل الإجراءات لتحرير الأرض اللبنانية، متسائلًا: "ماذا فعلت الحكومة في هذه البنود الثلاثة؟".
وأضاف: "لا يمكن لأحد أن يطالبنا بتطبيق البيان الوزاري بالمقلوب، فليذهبوا أولًا لتنفيذ ما التزموا به، وبعدها يمكنهم أن يطالبونا"، مشدّدًا على أنّ "ما لدينا قدّمناه، وما التزمنا به طبقناه على كل المستويات، ولا شيء لدينا نعطيه لأحد، لا في الجنوب ولا خارجه".
ولفت إلى أن الحكومة الحالية "ملزمة دستوريًا وقانونيًا بتطبيق بنود البيان الوزاري"، مؤكدًا أنّ كلّ ما يُثار إعلاميًا من حملات "لن يؤثّر على خياراتنا وقراراتنا".
وفي الشأن الداخلي، قال فضل الله إن الكتلة تسعى من داخل الحكومة والمجلس النيابي إلى "بناء مؤسسات فاعلة قادرة على تلبية حاجات المواطنين، وتحقيق الإصلاح الحقيقي ضمن سقف الدستور والقانون"، معتبرًا أنّ هذه التوجهات ليست شعارات بل "قناعات نُطبقها".
وإذ شدّد على التمسك بالاستقرار والتعايش، أكد فضل الله أن حزب الله يتجاوز أحيانًا الإساءات حفاظًا على السلم الأهلي، وقال: "لا نسمح لأحد أن يجرّ البلد إلى التوتّرات، وهذه مقاربة نابعة من الحرص ومن موقع القوّة".
