أليكسي نافالني (1976 – 2024) كان أبرز وجوه المعارضة السياسية في روسيا، وأحد الأصوات البارزة ضد الفساد الحكومي. اشتهر عبر تحقيقاته على الإنترنت التي كشفت ثروات المسؤولين الروس، وقيادته لمظاهرات حاشدة طالبت بالإصلاح والديمقراطية منذ عام 2011.
خلال مسيرته، تعرض نافالني لاعتقالات متكررة ومنع من الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2018. وفي عام 2020، تعرّض لمحاولة تسميم بمادة “نوفيتشوك”، أكده مختبر ألماني بعد نقله للعلاج في برلين، ووجه حينها أصابع الاتهام للكرملين، بينما نفت موسكو أي مسؤولية.
في 2021، عاد نافالني إلى روسيا رغم المخاطر، فاعتُقل فورًا وحُكم عليه بالسجن لفترات طويلة، بتهم وصفتها المنظمات الحقوقية بأنها "ملفقة".
ظروف الوفاة الغامضة
في 16 فبراير- شباط 2024، أعلنت السلطات الروسية وفاة نافالني في أحد السجون القاسية في القطب الشمالي، عن عمر 47 عامًا، مؤكدة أن وفاته جاءت "بعد شعوره بتوعك مفاجئ عقب جولة رياضية"، وأنها كانت "طبيعية". ولم تُجرَ أي تحقيقات جنائية مستقلة، فيما اتهمت عائلته ومنظماته الحقوقية السلطات بالتستر على السبب الحقيقي وتأخير وصول الجثمان.
تصريحات زوجته يوليا نافالنايا
أصبحت زوجته، يوليا نافالنايا، رمزًا للمعارضة بعد رحيله، مؤكدة أن وفاته "لم تكن طبيعية"، واتهمت بوتين مباشرة بالمسؤولية.
بين شباط وآذار 2024، طالبت بتحقيق دولي مستقل، معتبرة أن السلطات الروسية تخفي الأدلة.
في حزيران 2024، أصدرت محكمة روسية مذكرة توقيف بحقها بتهمة "التطرف"، بسبب نشاطها السياسي من الخارج.
في ايلول2025، أعلنت أن عينات بيولوجية سُرّبت من نافالني وأُرسلت إلى مختبرين أجنبيين، وأكدت التحاليل تعرضه للتسميم، دون كشف نوع السم المستخدم، مع مطالبتها بنشر النتائج الكاملة.
موقف روسيا
الكرملين وصف الوفاة بأنها نتيجة "أسباب طبيعية" أو "مزيج من أمراض"، ونفى أي تسميم جديد أو اغتيال متعمد. كما اعتبرت الحكومة تصريحات زوجته "مزاعم سياسية لا أساس لها"، ولم تُعلن أجهزة الأمن عن أي تحقيق مستقل أو دولي في القضية.
ردود الفعل الدولية
منظمات حقوقية مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش اعتبرت ملابسات الوفاة "مشبوهة للغاية". واتهمت دول غربية، خصوصًا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، موسكو بالمسؤولية السياسية عن ظروف السجن القاسية التي أدت لوفاته.
تقارير لاحقة ذكرت أن الاستخبارات الأمريكية ترى أن بوتين "لم يعطي أمرًا مباشرًا بقتله"، لكنها لم تستبعد وجود تسميم أو إهمال متعمد ساهم في وفاته.
النتائج الأولية
كشف مختبران أجنبيان عن أن وفاته كانت بسبب "تسميم"، مما جعل الرواية الرسمية الروسية محل تشكيك متزايد، وأثار جدلاً واسعًا حول مصير نافالني وظروف سجنه.
الخلاصة
-وفاة نافالني في السجن عام 2024 أثارت صدمة عالمية.
-روسيا تصر على أنه مات لأسباب "طبيعية".
-زوجته تؤكد الأدلة على تعرضه للتسميم وتطالب بكشف الحقيقة كاملة.
-المجتمع الدولي منقسم بين إدانات سياسية وتحفظات استخباراتية، لكن الصورة العامة تشير إلى أن ظروف وفاته لا يمكن فصلها عن اضطهاد سياسي ممنهج.