logo
logo
logo

مقالات

لماذا أعطت إسرائيل الحجة للحزب لإعادة بناء قدراته؟

لماذا أعطت إسرائيل الحجة للحزب لإعادة بناء قدراته؟

- كتب أحمد نصرالله - 

 

يكاد لا يمر يوم منذ وقف إطلاق النار الذي حدث في تشرين الثاني من العام المنصرم، لا تخرق فيه إسرائيل الأجواء اللبنانية برًا وبحرًا وجوًا.

 

إسرائيل اغتالت أكثر من 350 عنصرًا في الحزب منذ التوقيع على هذا الاتفاق، وقتلت أيضًا عشرات المدنيين في القرى الجنوبية والبقاعية.

 

بعيدًا عن هذه الخروقات، تحتل إسرائيل أكثر من 7 نقاط حدودية وقد رفضت الانسحاب من أي منها كما نص عليه الاتفاق، فلماذا تعطي إسرائيل الحجة للحزب من أجل إعادة بناء قدراته؟

 

إسرائيل لا تلتزم بالاتفاقيات

 

لقراءة العقل الإسرائيلي الحالي يجب العودة إلى التاريخ لرؤية كيفية تعاطي إسرائيل مع الاتفاقيات السابقة، وهنا تأتي اتفاقية أوسلو في طليعة هذه التجارب.

 

الإسرائيلي حينها اتفق مع السلطة الفلسطينية لتسلم الضفة وغزة ولكن ماذا فعل بعد ذلك؟ غض النظر عن تسلّح 7/ماس في غزة ليحصل على المبرر أمام المجتمع الدولي تمهيدًا لاستكمال مشروع إسرائيل الكبرى، على الأقل على الأراضي الفلسطينية.

 

oslo agreement.jpg

 

لماذا لم يضغط على الحكومة اللبنانية عبر الانسحاب ووقف الخروقات؟

 

لم يلتزم الإسرائيلي أمام الحكومة اللبنانية بمعظم بنود الاتفاق، وقد أعطى المبرر الشعبي (على الأقل) للحزب بإعادة التسلّح وبناء قدراته، فلماذا لم يعمد إلى الدبلوماسية والضغط على الحكومة اللبنانية أمام العالم لسحب السلاح وعندها سيكون مبرره العسكري للرد سيكون موجودًا؟ 

 

النقطة الأولى: الإسرائيلي يتعامل مع لبنان على أنه ميليشيا مسلحة 

 

يجب تسليط الضوء على أنّ الإسرائيلي يتعاطى مع لبنان الذي يقع تحت سيطرة الحزب على الحدود، على أنّه ميليشيا عسكرية وليس دولة، وبالتالي الخروج من أي اتفاق لن يكون له أعباءً أمام المجتمع الدولي.

 

النقطة الثانية: إسرائيل الكبرى والحلم المستمر 

 

مخطئ من يظن أن مشروع إسرائيل الكبرى هو مجرّد أحاديث، وما حصل في 7 أوكتوبر هو أكبر دليل على إصرار إسرائيل على تنفيذ هذا المشروع، فالجيش الذي يمتلك أقوى مخابرات في العالم حتمًا سمح بحصول 7 أوكتوبر ليصل إلى ما وصل إليه اليوم.

 

احتلال هذه النقاط في الجنوب هو مقدمة لإنشاء منطقة عازلة في المستقبل القريب، هذه المنطقة التي قد تمتد شيئًا فشيئًا بناءً على التطورات في المنطقة.

 

وادي الحجير.jpg

 

تجارب إسرائيل الكارثية في لبنان 

 

يكاد يكون لبنان البلد الوحيد الذي استطاع هزيمة إسرائيل منذ نشأتها، ونحن حتمًا لا نتحدث عن هزيمة الحرب الأخيرة، بل عن انتصار التحرير وحرب الـ2006.

 

لذلك، فإن إسرائيل، وعلى الرغم من الضربات الموجعة والقاسمة التي وجهتها للحزب، تعلم بأنّ الحرب لم تنته.

 

الإسرائيلي قد يكون في خططه أيضًا أن ينتظر رد الحزب ليبرر عملية اجتياح ليحتل كامل منطقة جنوب الليطاني (النقاط المفصلية)، وهنا سنعرف حقًا ما إن كان الترميم قد حصل، أم أنها حرب إعلامية في ظل الضغوطات المالية والداخلية والدولية على الحزب.

 


المصدر: مقال رأي