في خطوة مفاجئة زارت وزيرة النّقل والمواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف الإمارات سرًّا لإحياء مشروع سكّة حديد يربط أبوظبي بمدينة حيفا، وفق ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وجاءت هذه الزّيارة بشكل سرّي وبعيد عن الإعلام، حيث أجرت ريغيف مباحثات مع مسؤولي "قطارات الاتحاد" الإماراتيّة لمناقشة إطلاق مشروع "سكة حديد السلام" الذّي علّق العمل فيه منذ عامين بسبب الحرب الإسرائيليّة على غزّة وكل ما رفقها من أحداث في المنطقة.
هو مشروع يهدف غلى نقل البضائع المستوردة من الهند عبر قطار فائق السّرعة يمر بالإمارات والسّعوديّة والأردن وصولًا إلى ميناء حيفا ومنه إلى أوروبا والولايات المتّحدة عن طريق البحر.
كما تشير التّقارير إلى أنّ الإمارات حقّقت تقدّمًا في المباحثات مع الهند والسّعوديّة والأردن خلال العامين الماضيين، فيما يسعى الجانب الإسرائيلي لنقل جزء من خط السكة شمالًا، بينما تفضّل الإمارات تمديده جنوبًا.
خلال اجتماع ريغيف في أبوظبي، تم الاتفاق على عقد لقاءات دورية بين كبار مسؤولي السكك الحديديةمن الجانبين وإنشاء إدارة مشتركة لإدارة عبور القطارات بين الدول المندرجة ضمن المشروع. كما ناقشت الأطراف إمكانية مد خط سكة حديد عبر جنوب البحر الميت لتفادي أي إشكالات سياسية. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الإمارات حتّى الآن.
وخلال القمة الـ 18 لمجموعة العشرين التي استضافتها الهند عام 2023، جرى الكشف عن مشروع "الممر الاقتصادي" (IMEC) الذّي يربط بين الهند والشّرق الأوسط وأوروبا، وهو مشروع متعدّد الجنسيّات يعتمد على خطوط سكك حديديّة وبحريّة.
وعلى الرّغم من أنّ المشروع يُنظر إليه بوصفه تحديًا للصين، بما أنّه يربط الهند بالإمارات مرورًا بالسّعوديّة والأردن وإسرائيل وصولًا إلى أوروبا، إلّا أنّ دراسة جدواه أثارت جدلًا واسعًا.
وفي تشرين الثاني 2018، كان وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذّي شغل حينها منصب وزير النّقل والمواصلات، قد طرح في مؤتمر النّقل الدّولي في مسقط مشروع "سكة حديد السّلام" الذي يربط دول الخليج بإسرائيل مرورًا بالأردن.
يذكر أنّ السعودية لا تزال ترفض التّطبيع مع إسرائيل قبل الوصول إلى مسار يضمن حل الدّولتين، إذ قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال مؤتمر صحافي مع الرّئيس الأميركي دونالد ترامب في 18 تشرين الثاني الجاري: "نرغب في الانضمام إلى اتفاقات أبراهام ضمن مسار يضمن حل الدولتين والسلام بين فلسطين وإسرائيل".
