logo
logo
logo

مقالات

مبادرات أخيرة قد تنقذ انفجار الوضع في لبنان

مبادرات أخيرة قد تنقذ انفجار الوضع في لبنان

باسل الدنف

 

عاد العنوان الأمني إلى الواجهة اللبنانية وذلك بعد اغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله أبو علي "هيثم الطبطبائي"، حيث قالت مصادر ديبلوماسية إن الكواليس تزدحم بالمساعي لتجنيب لبنان حلقة صراع جديدة، الا أن المساعي تصطدم بتأخر لبنان في سلّم الاولويات الدولية في ظل تقدم أولوية سوريا وغزة، وكل شيء معلّق سواء مساعدات أو إعادة إعمار إلى حين أن يترجم لبنان جديّته بحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطة الجيش على كافة الأراضي اللبنانية.

 

هل تنجح مصر في المبادرة؟

ينتظر لبنان وصول وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الى بيروت للبحث في آلية لنزع فتيل تصعيد اسرائيلي محدق بلبنان، بعد مشاورات أجراها الوزير المصري مع نظيرَيْه السعودي الأمير فيصل بن فرحان والفرنسي جان نويل بارو على هامش قمة العشرين في جوهاسنبورغ، وتقوم على تنفيذ مبادرة مدير المخابرات المصرية حسن رشاد وتنطلق الآلية من:

1- مبادرة اسرائيل للانسحاب من نقطة من النقاط الخمس مقابل تسليم حزب الله  سلاحه.

2- منع إقدام اسرائيل على عمليات جديدة ضد المواطنين اللبنانيين.

3- نزع فتيل التفجير بأي طريقة من الطرق.

وعُلم أن عبد العاطي اجرى اتصالاً بوزير الخارجية القطري للغاية نفسها.

 

في المقابل... إسرائيل تنشر!

نشر مركز الأبحاث والتعليم آلما الإسرائيلي بعد اغتيال الطبطائي خريطة هيكلية حزب الله العسكرية والسياسية على رأسهم الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، وهذا يترجم نيّة إسرائيل في القضاء على كل مكوّنات حزب الله.

1.jpeg

 

عمليات "كوماندوس" واجتياح برّي في الانتظار

 

أورد موقع "أرم نيوز" عن مصادر دبلوماسيّة غربية من أن ثمة تقارير استخبارية تُفيد عن تخطيط الجيش الاسرائيلي لتنفيذ سلسلة عمليات "كوماندوس" كبيرة داخل الأراضي اللبنانية خلال الأيام القليلة المُقبلة.

وأكدت المصادر أن الخطة الاسرائيلية تتضمن تنفيذ من 4 إلى 6 عمليات "كوماندوس" في الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب، "وستستخدم نجاحها أو فشلها كذريعة نهائية لإطلاق الاجتياح البري الذي ينتظره الجيش الاسرائيلي منذ أشهر لتدمير مواقع عسكرية لحزب الله".

 

الحق في الثأر!

يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى إن إسرائيل تستبعد أن يرد حزب الله على اغتيال الطبطبائي، لكنها تأخذ هذا الاحتمال وإن كان ضعيفاً. والحرب الشاملة ليست على الطاولة الآن في تل أبيب، بسبب افتقاد الذريعة، وتداعياتها الاقتصادية، والحاجة إلى "ضوء أخضر أميركي" في ظل الخلاف بين واشنطن وتل أبيب حول هذا الخيار تحديدا.

 

من جانبه، يؤكد رئيس تحرير جريدة اللواء اللبنانية صلاح سلام أن موضوع الرد من حزب الله "ليس وارداً في الوقت الحالي".

 

في الجانب الآخر، أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان ، "لا شك أن حق محور المقاومة وحزب الله في الثأر لدماء المقاتلين الشجعان من أجل الإسلام محفوظ، وفي الوقت المحدد سيأتي الرد الساحق على المعتدي الإرهابي".

 

أما الجواب الحقيقي لكل الاسئلة المطروحة يمكن أن يجاوب عليها  الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في الكلمة التي سيلقيها نهار الجمعة في الاحتفال التكريم للشهيد هيثم علي الطبطبائي ورفاقه.

 

خاتمة

يقف لبنان على حافة مرحلة شديدة الحساسية، بين اندفاع إسرئيل للتصعيد الكبير وبين تريّث حزب الله، وهذا التريّث بالمناسبة  يشكل قلق على الإسرائيلي، بالإضافة إلى المساعي التي تقوم بها الدول المعنية لمنع الانفجار.

ومع اقتراب زيارة البابا وكل المعطيات السابقة يبقى البلد معلق بين احتمالين: إما التسوية أو التصعيد، وتبقى الأعين على الأيام المقبلة.