قد لا تحتاج بعد اليوم إلى الحبوب المنوّمة أو وصفات "الحليب الدافئ"، فالحلّ – كما يقول خبراء التغذية – قد يكون ببساطة في قسم الفواكه داخل السوبرماركت.
فبحسب اختصاصية التغذية الأميركية كيندل ماكنتوش، العضو في المجلس العالمي للعافية (Global Wellness Forum)، فإنّ أنواعًا محددة من الفواكه تحتوي على هرمونات طبيعية ومعادن تساعد الجسم على النوم بعمق من خلال تنظيم الساعة البيولوجية وإصلاح الخلايا أثناء الليل.
توضح ماكنتوش في حديث لشبكة "فوكس نيوز" أنّ "الغذاء لا يزوّدنا بالسعرات فقط، بل يتواصل مع أنظمتنا الحيوية ويؤثر في المزاج والنوم والتمثيل الغذائي"، مشيرةً إلى أنّ الحاجة إلى هذه الأطعمة تزداد مع تغيّر الفصول وقِصر ساعات النهار، حيث يحتاج الجسم إلى دعم إنتاج الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن النوم.
يُعتبر الكرز، وخصوصًا الحامض منه، من أغنى مصادر الميلاتونين الطبيعي. كما يحتوي على التريبتوفان، وهو حمض أميني يحفّز الجسم على إنتاج السيروتونين والميلاتونين معًا، ما يجعله سلاحًا فعّالًا ضد الأرق، وفق عيادة كليفلاند.
الكيوي... فاكهة الرياضيين والنوم الهادئ
أما الكيوي، فله سجل علمي مثير للإعجاب في تحسين جودة النوم. دراسة نُشرت عام 2024 في المكتبة الوطنية للطب أظهرت أنّ الرياضيين الذين تناولوا الكيوي يوميًا على مدى أربعة أسابيع تحسّنت جودة نومهم وأداؤهم النهاري بشكل ملحوظ، بفضل غناه بمضادات الأكسدة والمغنيسيوم والسيروتونين التي تُهدّئ الجهاز العصبي.
ويُعدّ العنب أيضًا مصدرًا طبيعيًا للميلاتونين، بحسب اختصاصي التغذية أنتوني ديمارينو من عيادة كليفلاند، الذي نصح بتناوله طازجًا بدل العصير أو الزبيب للحفاظ على قيمته الغذائية الكاملة، مضيفًا: "العنب وجبة خفيفة مثالية قبل النوم، منخفضة السعرات وتساعد على الاسترخاء".
ولا يقتصر الأمر على الغذاء فقط. فبحسب ماكنتوش، عادات المساء تؤثر مباشرة في جودة النوم. وتنصح بتقليل التعرض للضوء الأزرق من الشاشات، والحفاظ على غرفة مظلمة ودرجة حرارة معتدلة، والابتعاد عن الكافيين والوجبات الثقيلة قبل النوم.
وختمت بالقول: "حين ندمج الغذاء الطبيعي مع روتين صحي ليلي، نؤسس لنوم أعمق ومزاج أكثر توازنًا وطاقة تدوم أطول".