logo
logo
logo

منوعات

لعبة روبلوكس.. قد تحوّل أولادكم إلى ضحايا تحرّش!

لعبة روبلوكس.. قد تحوّل أولادكم إلى ضحايا تحرّش!

منذ بدء جائحة كورونا وفرض الإغلاق والإقفال الشامل، بدأت لعبة "روبلوكس" بالانتشار أكثر حول العالم، وحظيت بشهرتها بين منصات الألعاب الالكترونية المتخصّصة بالأطفال.

 

صحيح أنّها ليست بشهرة بقيّة الألعاب مثل "فورتنايت Fortnite" أو "ببجي PUBG"، لكنّها حقّقت شعبية كبيرة بين من هم تحت سنّ الـ16 عامًا، إذ أصبحت هذه اللّعبة تضم أكثر من 150 مليون مستخدم حول العالم، غالبيتهم من الأطفال، عمرهم أقل من الـ12 عامًا.

 

وبحسب تقرير مطوّل نشرته وكالة "بلومبرغ"، يكافح القائمون على شركة الألعاب الشهيرة "روبلوكس" من أجل الكشف عن المتحرشين بالأطفال وملاحقتهم، لكن مساعيها لا تحقّق النجاح دائمًا، وتضمن التقرير مقابلات مع مسؤولين حاليين وسابقين في الشركة.

 

وجرى إطلاق لعبة "روبلوكس" في أوائل العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين، وتعد حاليًا أكبر منطقة ترفيهية للأطفال على الإنترنت، حيث يمكنهم تصميم مناطق متعدّدة اللّاعبين باستخدام مجموعة من وحدات البناء ولغة ترميز بسيطة. 

 

ويتم تحميل اللّعبة كغيرها من متاجر التطبيقات، لكن لا يمكن اعتبارها مجرّد لعبة، بلّ منصة تجمع ملايين الألعاب المتنوعة أنشأها المستخدمون. وتقوم اللّعبة على فكرة جمع أشخاص من كلّ أنحاء العالم للدردشة واللّعب مع بعضهم في عالم افتراضي، وانشاء شخصيات خيالية، وهذه الألعاب تميل إلى أن تكون ألعاب محاكاة يمكن للاعبين فيها أن يلعبوا أدورًا في سيناريوهات مختلفة.

 

ومع وجود نحو 78 مليون مستخدم نشط يوميًا، أصبحت "روبلوكس" وسيلة تواصل اجتماعية للجيل الأصغر سنًا.

 

كما تقول الشركة إنّها تعالج في كلّ ثانية أكثر من 50 ألف رسالة دردشة من خلال بروتوكولات إشراف خاصة بها، عبارة عن مزيج من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ونحو 3 آلاف مراقب تقول الشركة إنّهم يقومون بمسح كلّ محتوى المستخدم، بما في ذلك الصوت والنص.

 

ووفقًا لـ"بلومبرغ" فقد اعتقلت الشرطة في الولايات المتحدة منذ عام 2018، ما لا يقل عن 20 شخصًا متهمين بالاختطاف أو التحرّش أو سوء معاملة أطفال التقوا بهم على "روبلوكس".

 

ومن بين المعتقلين أشخاص مسجلون بالفعل في سجلات مرتكبي الجرائم الجنسية أو اتُهموا بإساءة معاملة القُصَّر، بينهم مسؤول محلّي ومعلّم مدرسة وممرضة.

 

وخلال الأشهر الـ13 الماضية فقط، تمّ إلقاء القبض على سبعة أشخاص، بما في ذلك رجل في فلوريدا بتهمة محاولة اختطاف مراهقة بعد أن لعب معها "روبلوكس"، وآخر متهم باختطاف فتاة من نيوجيرسي تبلغ من العمر 11 عامًا التقى بها على المنصة، ورجل من كاليفورنيا يُزعم أنّه أساء إلى طفل التقى به أيضًا في "روبلوكس".

 

ونقلت "بلومبرغ"، عن أكثر من 20 موظفًا حاليًا وسابقًا، بما في ذلك مراقبون ومهندسون ومديرو سلامة، وجميعهم طلبوا عدم الكشف عن هُويتهم، القول إنّه على الرغم من أنّ سلامة الأطفال قد تكون شعار الشركة، إلّا أنّ العملية أصبحت بلا جدوى.

 

وقالت إحدى المراقبات إنّ فريقها يتلقى يوميًا مئات التقارير التي تتعلّق بسلامة الأطفال، وهو عدد كبير للغاية يتعذر على فريقها مسحه.

 

ووفقًا لثمانية من العاملين الحاليين والسابقين في مجال الثقة والسلامة فإنّ نمو المستخدمين في "روبلوكس" له الأولوية على حساب سلامة الأطفال. 

 

وشير هؤلاء إلى أنّ "بعض المدراء اضطروا للاستقالة نتيجة عدم استجابة الشركة لطلباتهم المتعلّقة بتوفير المزيد من الموارد وتعيين موظفين جدد في مجال السلامة".

 

ويؤكّد آخرون أنّ الميزات التي أوصوا بها لحماية الأطفال بشكل أفضل، مثل إشعارات الأمان المنبثقة، تمّ رفضها، وأنّ إعدادات الأمان، على سبيل المثال لضمان عدم تحدّث المستخدمين مع الغرباء، تمّ إيقاف تشغيلها افتراضيًا".

 

وبينما تقول الشركة إنّها تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لضمان السلامة وأنّ هذه الأنظمة تتحسّن طوال الوقت، يقول بعض الموظفين إنّ التكنولوجيا ليست قادرة بعد على اكتشاف كلّ الأساليب التي يستخدمها المتحرشون للوصول لضحايهم من الأطفال.

 

وتتضمّن هذه الأساليب استمالة الأطفال من أجل إرسال صور عارية أو الحديث معهم عبر رموز تحمّل إيحاءات جنسية وغيرها، لتنتهي بمحاولة إقامة علاقة جنسية معهم على أرض الواقع.

 

بالمقابل يشكّك متحدّث باسم "روبلوكس" في الادعاءات المتعلّقة بنقص الموارد ويؤكّد أنّ أعضاء فريق السلامة يتبادلون الأفكار باستمرار حول الأدوات الجديدة، وأنّ الشركة لديها ميزات سلامة قيد التطوير للحد من هذه العمليات.

 

كذلك تنقل "بلومبرغ" عن كبير مسؤولي السلامة في "روبلوكس" القول إنّ "معايير السلامة تعتبر أمرًا أساسيًا للشركة". ويشير إلى أنّ "أنظمة الإشراف في المنصة تقوم بفحص جميع المحادثات والمحتويات الرقمية الأخرى، وتحذف الكلمات غير اللّائقة وتمنع اللّاعبين من إرسال الصور".

 

ويؤكّد كوفمان، أنّ هذه الأنظمة، التي يمكن أن تتدخل في أقل من دقيقة، تكون أكثر تقييدًا للأطفال تحت سن 13 عامًا.

 

لكن معظم العاملين في مجال السلامة الذين أجرت "بلومبرغ" مقابلات معه يقول إنّ من الصعب ملاحقة المتحرشين بالأطفال في "روبلوكس" مقارنةً بالمنصات الأخرى عبر الإنترنت، لأن كل مستخدم عبارة عن مجموعة مجهولة، لا تمتلك أسماء حقيقية أو عناوين بريد إلكتروني أو أرقام هواتف عند التسجيل. 

 

ويشير هؤلاء إلى أنّ هذا الأمر يحمي خصوصية الأطفال، ولكنّه يحمي أيضًا خصوصية المتحرشين.

 

تقول كيرا بيندرغاست، مديرة شركة تقدّم المشورة للمدارس والشركات بشأن السلامة عبر الإنترنت. "إذا كان بإمكاني مسح تطبيق واحد من على وجه الأرض الآن، فسيكون ذلك روبلوكس".

 

وتضيف بيندرغاست: "يسمح الآباء لأطفالهم باستخدام لعبة روبلوكس معتقدين أنّها لعبة أطفال صغيرة لطيفة، من دون أيّ فكرة عمّا يحدث بالفعل في داخلها".

 

ووفق العديد من الخبراء الاجتماعيين والنفسيين، فهذه الألعاب تؤدي إلى اضطرابات سلوكية لدى الكثير من الأطفال وخصوصًا من هم تحت الـ12 عامًا، لا سيّما بعدما أصبحوا مدمنين عليها، وتظهر عليهم العديد من الأعراض السلبية مثل التوتّر الدائم وسرعة الغضب والخوف وتشتت الانتباه وانخفاض مستوى التركيز، ما قد يؤدي إلى نتائج أخرى من إهمال الدراسة والنظافة الشخصية واختلاق المشكلات.