
جان ماري توما-
تُبهرنا إسرائيل بمدى إجرامها يومًا بعد يوم، وهي تتعدّى كلّ الحدود الحمراء الدولية والإنسانية بلا رادع، غير آبهة بأي قانون أو محاسبة.
فقد كشف تحقيق للـ“غارديان” البريطانية استخدام إسرائيل قنابل عنقودية محظورة دوليًا خلال حربها على لبنان. وأظهرت الصور بقايا نوعين من الذخائر العنقودية الإسرائيلية عُثر عليها في ثلاثة مواقع مختلفة: وادي زبقين (صور)، وادي برغز (حاصبيا)، ووادي دير سريان (مرجعيون).

استخدمت إسرائيل نوعين شديدي الخطورة:
قذيفة M999 Barak Eitan و صاروخ Ra’am Eitan.
ويختلف تأثيرهما عن باقي القنابل العنقودية لأنّ هذه الأنواع الحديثة تُطلق شظايا أكثر دقّة وقوّة وتبعثر أعدادًا أكبر من القنابل الصغيرة على مساحة أوسع، ما يضاعف خطر الإصابات والذخائر غير المنفجرة. كما تُسبّب تلوّثًا خطيرًا للأراضي الزراعية.
تضاعف الإصابات القاتلة بسبب الشظايا الخارقة: هذه الذخائر مصمّمة لتنفجر بعشرات إلى مئات الشظايا التي تخترق الجسم وتسبّب بترًا وتشويهًا وإصابات قاتلة.
انتشار قنابل صغيرة في القرى: خطر دائم لعقود. هذه القنابل لا “تنتهي صلاحيتها” وتبقى خطرة لعشرات السنين — وقد تبقى مدى الحياة إذا لم تُنزع يدويًا. يقدّر الخبراء أن بقايا هذا النوع يمكن أن تبقى نشطة 30 إلى 50 سنة أو أكثر.
شلل الحياة الزراعية في الجنوب: انتشار القنابل على شكل قوس واسع يلوّث مساحات زراعية كاملة ويمنع المزارعين من العمل لسنوات طويلة.
صعوبة إزالتها: كونها أنواعًا جديدة يجعل تفكيكها أكثر تعقيدًا لفرق نزع الألغام في لبنان، فهي غير مألوفة لهم.
رعب يومي للأهالي والأطفال: القنابل المختبئة بين الصخور والبيوت تُحوّل الحياة اليومية إلى تهديد دائم.
إسرائيل لا تكتفي وكأنّها مصاص دماء، تتفنّن في أساليب الحرب اللا إنسانية، غير آبهة بالقوانين الدولية التي تفرض على الحروب – مهما اشتدّت – ضوابط أخلاقية وإنسانية.
لا تعنيها حياة طفل أو امرأة ولا بيئة ولا أرض… كل ما يهمّ الكيان الإسرائيلي هو الإيذاء، ثم شلّ الحياة، ثم فتح الطريق أمام التوسّع الذي يحلم به.
