logo
logo
logo

مقالات

هل شارف مخزون إيران من الصواريخ على الانتهاء؟

هل شارف مخزون إيران من الصواريخ على الانتهاء؟

أحمد نصرالله-

يتساءل العديد من المتابعين عن مدى قدرة إيران على الاستمرار في إطلاق الصواريخ بكثافة وعلى مدى زمني طويل، نظرًا لما يشكّله ذلك من عامل حاسم في المعركة الكبرى مع إسرائيل.

فمنذ يوم الجمعة، أطلقت إيران نحو 400 صاروخٍ باتّجاه الأراضي الإسرائيليّة، إلى جانب أكثر من 100 مسيّرة. لكن اللّافت كان التدرّج في وتيرة القصف: تصعيد مكثّف خلال الأيام الثلاثة الأولى، يليه تراجع واضح في اليومين الأخيرين، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الترسانة الصاروخيّة الإيرانيّة قد بدأت تنفد.

ومع أنه لا يمكن تحديد العدد الدقيق لما تمتلكه إيران من صواريخ باليستية، إلا أن تقارير إعلاميّة أميركيّة في عام 2022 أشارت إلى امتلاك طهران أكثر من 3000 صاروخٍ، وهو رقم يُرجّح أنه ارتفع بحلول عام 2025.

 

صواريخ إيران.jpg

 

تشير التقارير الإسرائيلية إلى تدمير عدد كبير من مخزون الصواريخ الإيراني في الضربة الاستباقيّة، في حين تفيد تقارير أخرى بأن الجزء الأكبر من هذا المخزون لا يزال محفوظًا بشكل آمن في منشآت تحت الأرض، وفي مناطق ذات تضاريس معقّدة يصعب على سلاح الجو الوصول إليها، تمامًا كما هو الحال مع المنشآت النوويّة.

ولنفترض أن إيران قامت بتصنيع 2000 صاروخٍ بين عامي 2022 و2025، وهو رقم متواضع مقارنةً بالتقديرات التي تشير إلى قدرتها على إنتاج 100 صاروخ باليستي شهريًا، أي ما يعادل نحو 3600 صاروخ في ثلاث سنوات. ومع ذلك، وبالاستناد إلى فرضية الـ2000 صاروخٍ، يُقدّر أن مخزون إيران بلغ نحو 5000 صاروخ قبل اندلاع الحرب الحالية.

ووفق الرواية الإسرائيليّة التي تتحدّث عن تدمير نصف هذا المخزون، يمكن الافتراض بأنه تم تدمير نحو 2500 صاروخ، بينما لا يزال النصف الآخر في وضعية تشغيليّة.

 

باليستي.webp

 

تبقى في حوزة إيران حوالي 2500 صاروخ، أطلقت منها نحو 400، ما يعني أن لديها حوالي 2100 صاروخ جاهز للإطلاق. هذا يعني، نظريًا، أن إيران قادرة على إطلاق 100 صاروخ يوميًا لمدة ثلاثة أسابيع متتالية، وهو رقم كبير جدًا كفيل بإحداث دمار واسع في مختلف المدن الإسرائيليّة، لا سيّما إذا كانت هذه الصواريخ أكثر تطورًا من تلك التي استُخدمت سابقًا.

وقد أكّد عدد من المسؤولين الإيرانيّين أن لدى إيران صواريخ أكثر تطورًا من حيث القدرة على التملص من أنظمة الدفاع الجوي، بالإضافة إلى قوّة تدميريّة تفوق بكثير تلك التي استُخدمت حتى الآن، والتي سبّبت بدورها دمارًا غير مسبوق.

ملاحظة مهمّة جدًا:  تقليص عدد الصواريخ التي أطلقتها إيران في اليومين الماضيين، وفقًا لرواية أحد الخبراء العسكريين، لا يعود إلى رغبة في ترشيد استخدام المخزون الصاروخي، بل إلى الإرهاق الذي أصاب أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية. إذ بات من الممكن تجاوز هذه الأنظمة بعدد أقل من الصواريخ، مقارنةً بما كان مطلوبًا خلال الأيام الثلاثة الأولى من المواجهة.

 

 


المصدر: وسائل إعلام أميركية