في تصريحات لافتة حملت نبرة انتقاد غير مسبوقة، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، أن إسرائيل باتت "دولة منبوذة"، في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، التي وصفها بأنها "غير مقبولة ولا تُغتفر".
وفي مقابلة مع صحيفة "بوليتيكو"، أعرب أولمرت عن اعتقاده بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتدخل في مرحلة ما، نظراً لما وصفه بـ"تدهور الوضع الإنساني" في القطاع، مشيرًا إلى أن إسرائيل بدأت تخسر دعم حلفائها التقليديين، بما في ذلك ألمانيا التي تواجه ضغوطًا لفرض عقوبات، والولايات المتحدة التي عبّر رئيسها عن قلق من مجاعة حقيقية، رغم تحميله حركة "حماس" مسؤولية تعثّر المفاوضات.
وهاجم أولمرت محاولات التشكيك في قادة غربيين مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عبر اتهامهم بمعاداة السامية أو دعم الإرهاب، واصفًا هذه المزاعم بأنها "سخيفة"، واتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأطرافًا في الائتلاف الحاكم باستخدام هذه الاتهامات كوسيلة للهروب من المساءلة بشأن "الاستخدام المفرط للقوة".
وحذر أولمرت من أن الفجوة تتسع بين هجوم حماس في 7 تشرين الأول، وبين ما ترتكبه إسرائيل حاليًا بحق الفلسطينيين، معتبرًا أن هذا المسار يهدد العلاقة التي لطالما ربطت إسرائيل بالقوى الغربية الكبرى.
وأشار إلى وجود شركاء فلسطينيين مستعدين للتفاوض، لكنه اتهم الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بـ"تقويض المعتدلين الفلسطينيين"، معربًا عن خشيته من أن تكون الخطوة التالية ضم غزة وحتى الضفة الغربية.
وختم أولمرت حديثه بالإشارة إلى تطور موقفه الشخصي، مع تصاعد ما وصفه بـ"أعمال الإبادة" التي تشمل القتل الجماعي للمدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، والتجويع المتعمّد من خلال منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
