في عصر التواصل الاجتماعي، لم تعد المخاطر تأتي من الشوارع فقط، بل أصبحت تلاحقنا في هواتفنا وحساباتنا على الإنترنت. كل إشعار، كل رسالة، يمكن أن يكون بوابة لفخ محكم، حيث يُستدرج الأبرياء بأساليب ذكيّة لا يراها سوى من وضعها. مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبحت ملعبًا للمخاطر الخفيّة.
يُنشئ البعض حسابات بوجوه مألوفة أو جذابة لإقناع المستخدمين بالانخراط في محادثات ثقة. هذه الحسابات قد تبدو شخصيّات لبنانيّة عاديّة، لكنّها في الواقع واجهة لجمع معلومات حساسة، أو لإقحام الأشخاص في أعمال مشبوهة دون وعي منهم.
من أبرز أساليب الاستدراج عروض عمل المغرية عبر الإنترنت برواتب مرتفعة وساعات عمل مرنة تجعل الشباب ينجذبون بسرعة، لكن خلف هذه العروض قد تكمن مهمّة جمع بيانات، أو اختراق الأجهزة، أو حتّى توظيف الأشخاص في شبكات أكبر دون علمهم.
الاستدراج عبر مواقع التعارف يُظهر كيف يمكن استغلال المشاعر لكسب الثقة بعد تكوين علاقة سطحيّة أو عاطفيّة، يطلب المستدرَجون معلومات شخصيّة، روابط، أو تحميل برامج قد تكون ضارّة، ليصبح المستخدمون جزءاً من شبكة أكبر من دون أن يشعروا.
من الحيل الشائعة أيضاً تنظيم مسابقات أو وعد بجوائز كبيرة مقابل إدخال بيانات شخصيّة، صور، أو معلومات عن الأصدقاء والعائلة، هذه الحيل تبدو بريئة، لكنّها وسيلة فعّالة للاستدراج.
مجموعات على منصّات التواصل تبدو عاديّة مثل "تجارة" أو "أخبار محليّة"، لكنّها قد تُستخدم لتجنيد الأفراد، أو توجيههم لمهام صغيرة تنتهي باستغلالهم بشكل أكبر لاحقاً.
تطبيقات الألعاب، تعديل الصور، أو VPNs المزيفة قد تُستغل للكشف عن مواقع المستخدمين أو زرع برامج خبيثة على أجهزتهم.
بعد هذه الأساليب الدقيقة، قد يجد المُستهدف نفسه فجأة في شبكة معقّدة من الفخاخ الرقميّة. المعلومات الشخصية يمكن أن تُستغل، الروابط والملفّات قد تكون أدوات اختراق، وحتّى الأصدقاء والعائلة قد يُستخدمون عن غير قصد كوسيلة لإيقاعه في ورطة أكبر. كل خطوة بسيطة على الإنترنت يمكن أن تتحوّل إلى جزء من مخطط أوسع، حيث يصبح الضحية مجرد قطعة صغيرة في لعبة لا يعرف قواعدها.
لا تثقوا بأي حساب مجهول، وتحقّقوا من العروض قبل المشاركة، وتجنّبوا مشاركة المعلومات الشخصيّة أو الصور، واحذروا من الروابط والملفّات المشبوهة، مع تفعيل إعدادات الخصوصية على جميع الحسابات.
