
في واقعةٍ وُصفت بأنّها الأقدم في تاريخ القضاء البريطاني، أصدرت محكمةُ “بريستول كراون” الثلاثاء حكماً بالسجن المؤبّد على رجلٍ تسعينيّ أُدينَ باغتصاب امرأةٍ وقتلها عام 1967، بعد أن ظلّت القضيّة لغزاً عصيّاً على الحلّ طوال ما يقارب ستة عقود.
القضيّة تعود إلى مقتل الأرملة لويزا دَنّ، البالغة حينها 75 عاماً، والتي عُثِر عليها مخنوقةً داخل منزلها في مدينة بريستول، جنوبَ غرب إنجلترا. وقد تبيّن لاحقاً أنّ الجاني هو رايلاند هيدلي، الذي كان يبلغ 34 عاماً وقت ارتكاب الجريمة.
وخلال النطق بالحكم، توجّه القاضي ديريك سويتينغ إلى المتهم قائلاً:
“لن تُطلَق سراحك أبداً… ستموت في السجن.”
أضاف القاضي أنّ الضحية “كانت ضعيفة وكبيرة السنّ وتعيش بمفردها، وقد استغللتَ ضعفها واقتحمتَ منزلها واعتديتَ عليها بوحشية، متسبّباً في وفاتها”. وأشار إلى أنّ الجريمة “تُجسّد استهتاراً تامّاً بحياة الإنسان وكرامته”.
ولم يُدان هيدلي بالجريمة في حينها، رغم أنّه أُدين عام 1978 باغتصاب امرأتين أخريين، إحداهما في السبعين والأخرى في الثمانين من العمر، بعدما اقتحم منزلَيْهما في مدينة إبسويتش بجنوب شرق إنجلترا واعتدى عليهما ليلاً.
ورغم التحقيقات الواسعة التي شملت أكثر من 19 ألف رجل في ستينات القرن الماضي، ظلّ ملفّ مقتل لويزا دَنّ بلا إجابة حتى عام 2023، حين أعادت الشرطة فتح القضية باستخدام أحدث تقنيات تحليل الحمض النووي (DNA)، ما كشف تطابقاً كاملاً بين العيّنات المأخوذة من مسرح الجريمة وبصمة الجاني رايلاند هيدلي.
هكذا، وبعد مرور 58 عاماً على الجريمة، أُسدِل الستار على واحدةٍ من أكثر القضايا غموضاً في تاريخ المملكة المتحدة، لتنتصر العدالة أخيراً… ولو بعد نصف قرن من الانتظار.