صعّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من نبرته تجاه روسيا، معلنًا الأحد أن بلاده ستفرض عقوبات إضافية إذا واصلت موسكو عملياتها العسكرية ضد أوكرانيا، في وقت تلوح فيه خيارات أميركية أكثر حدّة في الأفق.
وقال ترامب، خلال تصريح أدلى به من مطار ليهاي فالي الدولي في ولاية بنسلفانيا، إن روسيا "بارعة جداً في التملّص من العقوبات"، مؤكدًا أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي". وأضاف: "سنفرض المزيد من العقوبات إذا لم تستجب روسيا، وسنرى ما سيحدث."
كما كشف عن احتمال قيام المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف بزيارة روسيا يومي الأربعاء أو الخميس المقبلين، في إطار محاولة جديدة للدفع نحو حلّ دبلوماسي.
غواصات نووية إلى "مناطق مناسبة"
وفي خطوة تصعيدية لافتة، أعلن ترامب عبر منصته "تروث سوشيال"، أنه أصدر أوامر بنشر غواصتين نوويتين في مواقع وصفها بـ"المناسبة"، ردًّا على تصريحات نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، الذي انتقد تحذيرات ترامب واعتبرها "خطوة نحو الحرب".
وقال ترامب: "بناءً على التصريحات الاستفزازية للغاية التي أدلى بها ميدفيديف، أصدرت أوامر بتمركز غواصتين نوويتين تحسّبًا لاحتمال أن تكون هذه التصريحات أكثر من مجرد كلمات."
ورغم أهمية الخطوة، امتنع البنتاغون عن التعليق، التزامًا بسياسة الصمت التقليدي حول تحركات الغواصات النووية الأميركية.
تهديدات متبادلة وتصعيد مرتقب
وكان ميدفيديف قد وجّه انتقادات حادة لترامب بعد المهلة التي حدّدها الأخير أمام موسكو للتوصّل إلى وقف إطلاق نار في أوكرانيا خلال 50 يومًا، معتبرًا أن "لغة الإنذارات تمثل تهديدًا مباشرًا، ليس فقط ضد روسيا، بل ضد الولايات المتحدة نفسها".
وقال ميدفيديف في تصريحات سابقة: "روسيا ليست إسرائيل، ولا حتى إيران."
يُذكر أن ترامب كان قد هدّد في تموز الماضي بفرض رسوم جمركية صارمة على الشركاء التجاريين لروسيا، في حال عدم التزام موسكو بمهلة وقف إطلاق النار، محددًا تاريخ 2 أيلول كحد أقصى. لكنه عاد مؤخرًا ليعلن أنه قد يقلّص المهلة إلى 10 أو 12 يومًا، مشيرًا إلى أنه "يشعر بخيبة أمل من موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لم يُبدِ أي رغبة حقيقية في التسوية".