logo
logo
logo

الأخبار

قبلان: الجنوب والبقاع ضحّوا... فهل تُسدّد الدّولة دَينها

قبلان: الجنوب والبقاع ضحّوا... فهل تُسدّد الدّولة دَينها

في اللّيلة الثّانية من محرَّم، أُقيم مجلس عزاء حسينيّ في مقرّ المجلس الإسلاميّ الشّيعيّ الأعلى على طريق المطار، برعاية وحضور نائب رئيس المجلس، سماحة العلّامة الشّيخ علي الخطيب، وبمشاركة واسعة من ممثّلي المرجعيّات الدينيّة وعلماء دين وشخصيّات سياسيّة وقضائيّة وعسكريّة وتربويّة وثقافيّة واجتماعيّة.

 

وألقى المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ أحمد قَبلان كلمةً شدّد فيها على أنّ ثورة الإمام الحُسين (ع) تُجسِّد أسمى معاني التّضحية والرّسالة، معتبرًا أنّ كربلاء ليست ذكرى، بل موقفٌ خالدٌ يُحدّد بوصلات الحقّ في مواجهة الباطل.

 

وقال قَبلان: "الإمام الحسين (ع) لم يَخرج طَلبًا للسلطة ولا خصومةً سياسيّة، بل لإحياء مبدأ أنَّ الحقَّ فوقَ السلطة، وأنَّ الشّرعيّة تُبنى على العدالة لا على التسلّط والاستبداد، مذكّرًا بكلامه لمروان بن الحَكم: «ويلٌ لك يا ابن الزّرقاء... مثلي لا يُبايع مثله»".

 

وأضاف: "السلطة في منطق الإمام الحسين (ع) وظيفةٌ لخدمة النّاس، لا وسيلة لاستعبادهم. وكلُّ نظامٍ يُنكر العدالة ويُشرعن الفساد، هو امتدادٌ لطغيان الأمويّين، وإن لبس أثواب الدِّين أو القانون".

 

وأكّد أنّ الثورة الحسينيّة قامت دفاعًا عن الإنسان والأمّة، وعن هويّة الحكم العادل، في وجه فقهاء السُّوء والمستبدّين، مشدّدًا على أنّ "الأرض لا تحتاج إلى فَراعنة جُدد، بل إلى شرعيّة تنبع من مصالح الخَلق، لا من امتيازات الحاكِم وفريقه".

 

وفي الشّأن اللبناني، اعتبر قَبلان أنّ "لا قيمة لأيّ دولةٍ تتنكّر لتاريخ من ضحّوا دفاعًا عنها"، مؤكّدًا أنّ "الجنوب والبقاع والضّاحية خاضوا حروبًا دامية، وقدّموا الشّهداء والبطولات من أجل استعادة الوطن، ولهذا فإنَّ لهم دَينًا تاريخيًّا في عُنق الدّولة، وإنكار هذا الدَّيْن يُمثّل كارثةً وطنيّةً".

 

وشدّد على أنّ "لا دولة بلا سداد دَيْن المقاومة، ولا سيادة بلا حفظ تضحياتها، ولا قيمة لأيّ سلطةٍ تتنكّر للجبهة التي حرّرت الأرض وحَمَت الكِيان"، محذّرًا من "الغَدْر الأميركيّ، وإجرام نتنياهو، الذي يُمثّل اليوم أكبر خطرٍ على سيادة لبنان".

 

وختم قَبلان بالتّأكيد على أنّ "المرحلة الجديدة التي تَمرُّ بها المنطقة تَتطلّب موقفًا وطنيًّا جامعًا، وإدراكًا بأنّ الضّمانات لا تُبنى على الوعود الدوليّة، بل على وعي الشعب، ووحدة الصفّ، وحماية الإنجازات الّتي صُنعت بالدمّ".