logo
logo
logo

مقالات

لماذا تحوم المسيّرات فوق مناطق بعيدة عن الحزب؟

لماذا تحوم المسيّرات فوق مناطق بعيدة عن الحزب؟

جان ماري توما-

 

تمّ تفعيل معاناة إضافيّة على حياة اللبنانيّ: هدير المسيّرات الإسرائيليّة.

من منّا لا يستيقظ غاضبًا على صوتها وينام قلقًا من هديرها؟
منذ عام تقريبًا، كانت تحوم المسيّرات فوق الضاحية الجنوبيّة وجوارها وفوق الجنوب اللبناني، حيث معاقل حزب الله، ونادرًا ما كانت تنخفض فوق مناطق أخرى.

لكن في الأشهر الأخيرة، أصبحت المسيّرات تحوم حتى فوق مناطق لا علاقة لها بالحزب، ما يثير القلق والتساؤلات بين الناس: لماذا هنا؟ ولماذا الآن؟
 

الضغط النفسي أولًا

صوت المسيّرة يعمّم الطاقة السلبيّة، فتشعر بأنك مراقب دائمًا وأن الخطر يلاحقك أينما ذهبت.
التوتّر النفسي يولّد ضغطًا هائلًا، ما قد يدفع اللبنانيّين إلى لوم حزب الله والضغط عليه لتسليم سلاحه، معتقدين أنّ سبب تحليق المسيّرات هو هذا السلاح.

الإسرائيلي يتفنّن في إيهام الناس وخلق شقاق داخل المجتمع الواحد.

 

رصد ومراقبة البنى التحتيّة

المسيّرات لا تحلق عشوائيًا: فهي ترصد البنى التحتيّة للدولة ومرافق حيويّة، خصوصًا في العاصمة وضواحيها، لتجمع معلومات قد تُستخدم في أيّ تصعيد مستقبلي.
في حال اندلعت حرب جديدة، لن تكون كسابقتها، قد تشمل المواقع الحيويّة، وتبرّر إسرائيل أي تحرّك عسكري بالادّعاء أن الدولة اللبنانيّة لم تسحب سلاح الحزب.
 

تجربة وتطوير تكتيكات القتال النفسي

المناطق «الهادئة» توفر بيئة مناسبة لاختبار قدرة المسيّرات على إثارة الخوف أو مراقبة ردود فعل المدنيين قبل أي عمليات أكبر.
بهذه الطريقة، لا تقتصر الهدفية على جمع معلوماتٍ تقنية فحسب، بل تشمل اختبار فعالية "السلاح النفسي" وتأثيره على سلوك السكان وردود أفعالهم أمام ضغوط السماء المستمرة.
 

باختصار: الأمر ليس فقط ضد الحزب، بل هو استراتيجية شاملة تجمع بين رصد عسكري، جمع معلومات، وضغط نفسي على السكان.
 

إسرائيل برعت في فن القتال النفسي، سواء على الأرض، أو في السجون، أو حتى في زمن السلم.
اليوم، بدلًا من الانسحاب من الأراضي اللّبنانيّة، وبدلًا من وقف الاعتداءات اليومية، تشهر سلاحًا آخر: السلاح النفسي، عبر هدير المسيّرات فوق كل لبنان.