
يُعدّ الأرق من أكثر المشكلات الشائعة في حياتنا اليومية، خاصة مع ضغوط العمل والدراسة وتزايد الاعتماد على الشاشات. كثيرون يجدون أنفسهم مستيقظين رغم رغبتهم في النوم، يتقلّبون بحثًا عن وضع مريح أو لحظة استرخاء لا تأتي بسرعة. ما يبدأ كليلة متعبة قد يتحوّل مع الوقت إلى عادة ترهق الجسد والعقل. فهم الأرق وأسبابه خطوة أساسية لاستعادة نومٍ هادئ يساعدنا على مواجهة يومنا بكفاءة وراحة.
لماذا يحصل الأرق؟
يحدث الأرق عندما يختلّ توازن العوامل التي تنظّم نوم الإنسان. فعلى المستوى اليومي، يمكن للتوتر والضغوط المستمرة أن تُنشّط الجهاز العصبي، فيصبح من الصعب على الدماغ الدخول في حالة الاسترخاء اللازمة للنوم. كما يؤثر الاستخدام المتكرر للهواتف والشاشات قبل النوم في الإيقاع الحيوي للجسم، لأن الضوء المنبعث منها يقلّل إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن الإحساس بالنعاس.
بالإضافة إلى ذلك، قد تلعب العادات اليوميّة دورًا مهمًا، مثل شرب الكافيين في وقت متأخر، أو عدم الالتزام بوقت نوم ثابت. وفي بعض الحالات، يرتبط الأرق بمشكلات صحيّة أو نفسيّة تحتاج إلى متابعة.
كيف نتخطى الأرق؟
لمواجهة الأرق، من المُفيد البدء بتعديل العادات اليوميّة، مثل تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ، حتى في أيام العطل، لمساعدة الجسم على تنظيم إيقاعه، وإبعاد الأجهزة الإلكترونيّة قبل النوم بمدّة مناسبة يقلّل من تنبيه الدماغ. كما أنّ تجنّب الكافيين في المساء يساعد على تهدئة الجهاز العصبي، ومن الجيّد أيضًا خلق طقوس مريحة قبل النوم، مثل قراءة هادئة أو تمارين تنفّس خفيفة. وإذا استمرّ الأرق لفترة طويلة، فمن الأفضل استشارة مختص للتأكد من عدم وجود أسباب صحية تحتاج إلى متابعة.
الأرق ليس مجرّد صعوبة عابرة في النوم، بل رسالة واضحة من الجسد والعقل بأن هناك ما يحتاج إلى تنظيم أو تعديل. ومع فهم أسبابه واتّباع خطوات بسيطة لتحسين نمط حياتنا، يمكن للكثيرين استعادة نومٍ أفضل وجودة حياة أعلى. فالاهتمام بالنوم هو استثمار في صحتنا وتركيزنا وطاقتنا اليومية.