logo
logo
logo

مقالات

ما هو الغرض من تحليق المسيرات في سماء الضاحية الجنوبية؟

ما هو الغرض من تحليق المسيرات في سماء الضاحية الجنوبية؟

- كتب أحمد نصرالله - 

 

بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر من العام الماضي، أصبح مشهد الطائرات المسيّرة الإسرائيلية في سماء الضاحية الجنوبية شبه يومي.

 

اللافت في الأمر ليس مجرد تحليقها، بل الصوت العالي جدًا الذي تصدره. إذ تتعمد إسرائيل أن تحلّق هذه المسيّرات على علو منخفض، ما يجعل صوتها مسموعًا بوضوح في مختلف أحياء الضاحية والمناطق المجاورة.

 

ما نوع المسيّرات التي تُحلّق فوق سماء الضاحية؟

 

تستخدم إسرائيل عددًا من المسيّرات في أجواء لبنان، لكن الأكثر شيوعًا هما:

1. هيرون 1 (Heron 1)  
2. هيرون إي 10 (Heron E10) – النسخة المطوّرة منها.

 

مسيرون هيرون 1.jpg

وفيما يلي أبرز خصائصهما:

- بلد المنشأ: إسرائيل – من إنتاج شركة IAI  
- الكلفة: بين 5 إلى 10 ملايين دولار لهيرون 1، و25 إلى 35 مليون دولار للنسخة المطوّرة  
- مدة التحليق: حتى 45 ساعة متواصلة  
- المدى الأقصى للطيران: أكثر من 1000 كيلومتر  
- الارتفاع الأقصى: حوالي 30,000 قدم  
- السرعة القصوى: 200 كيلومتر في الساعة  
 

 

تم تطوير هذه المسيّرة لتكون مسلّحة، بقدرة حمولة تصل إلى 250 كلغ، تشمل صواريخ، أجهزة رادار للمراقبة، كاميرات كهربصرية، أجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء، معدات تنصت، وأنظمة اتصالات.

 

– هيرمز (Hermes 450، 900، 1500، StarLiner)

 

مسيرة هيرمز.jpg

يُستخدم طراز هيرمز 450 بشكل أوسع من الطرازات الأخرى، نظرًا لتوفّر عدد كبير منها. إليكم أبرز خصائص هذه المسيّرات:

- بلد المنشأ: إسرائيل – من إنتاج شركة Elbit Systems  
- الكلفة: تتراوح بين 2 إلى 5 ملايين دولار لطراز 450، ومن 10 إلى 15 مليون دولار لطراز 900، أما طراز StarLiner فتتجاوز كلفته 25 مليون دولار، وتختلف الأسعار بحسب نوع الحمولة والتجهيزات.

- مدة التحليق: حتى 20 ساعة  
- المدى الأقصى للطيران: أكثر من 300 كيلومتر  
- الارتفاع الأقصى للطيران: حوالي 18,000 قدم  
- السرعة القصوى: 300 كيلومتر في الساعة  

تتميّز هذه المسيّرات بقدرات هجومية متقدّمة، حيث تبلغ قدرتها على حمل الأسلحة 350 كلغ في طراز هيرمز 900.

 

 

هل الغرض منها المراقبة والتتبع فقط أم إحداث ضرر نفسي أيضًا؟

 

لا شك أن هذه المسيّرات تُحقق كامل أهدافها. فهي توفر مراقبة دائمة وقدرة على تتبّع الأهداف بدقة، كما تساهم في تحديث بنك الأهداف بعد الحرب الأخيرة. وفي بعض الحالات، تُستخدم أيضًا لتنفيذ هجمات مباشرة، كما حدث مرة واحدة في الضاحية الجنوبية عقب وقف إطلاق النار.

 

من جهة أخرى، يُلاحظ تكثيف إطلاق هذه المسيّرات مع كل جولة تفاوض، بهدف إيصال رسائل متعددة: إلى حزب الله، إلى الدولة اللبنانية، إلى بيئة الحزب، بل وإلى عموم اللبنانيين.

 

4f67d5b1-6509-498c-9fce-a62a1cf6d7f2.jpeg

 

تتنوع أهداف هذه المسيّرات بين تهديد مباشر للحزب، والضغط النفسي على الحكومة، وبث الخوف في أوساط بيئة الحزب من احتمال اندلاع حرب جديدة. كما تسعى لإزعاج البيئة المحايدة أو غير المؤيدة للحزب بهدف زيادة التململ والضغط الشعبي. وهذه الأهداف تتجاوز الاستخدام العسكري المباشر.

 

توقيت تحليق هذه المسيّرات: يستطيع سكان الضاحية الجنوبية ملاحظة أن هذه المسيّرات تحلّق في الغالب خلال ساعات الصباح الأولى، تحديدًا بين الساعة السادسة والثامنة. ويبدو أن التوقيت مقصود، بحيث يسمعها الموظفون والطلاب وكل من يبدأ يومه، لتبعث برسالة مفادها أن "الوضع غير مستقر، وأن الجميع تحت المراقبة"، ما يزرع حالة من التوتر والقلق المستمر.

 

 


المصدر: مقال رأي