أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن اندلاع حرب تجارية بين دول حلف شمال الأطلسي يُعدّ أمرًا غير طبيعي، في رسالة واضحة إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب، وذلك عقب قمة شهدت التزامًا أوروبيًا بزيادة الإنفاق الدفاعي تلبيةً لطلب واشنطن.
وفي مؤتمر صحافي في لاهاي، شدد ماكرون على أن تعزيز القدرات الدفاعية بين الحلفاء يجب أن يترافق مع إزالة القيود الجمركية، معتبرًا أن إشعال نزاع تجاري داخل الناتو "شذوذ لا يمكن القبول به". وأضاف: "السلام التجاري بين الحلفاء ضرورة، ويعني ذلك إلغاء الرسوم الجمركية الحالية وتفادي فرض أي قيود جديدة".
ماكرون دعا الاتحاد الأوروبي إلى التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه أثار هذه المسألة مرارًا مع ترامب، سواء بشكل مباشر أو علني خلال القمة. كما لفت إلى أن كلًا من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني شاركا الرأي نفسه.
ورغم هذه الدعوات، تهرّب ماكرون من تأكيد استعداد ترامب للاستجابة، قائلاً للصحافيين: "اسألوه".
وعند سؤاله عن التصريحات الأخيرة لترامب، امتنع ماكرون عن التعليق قائلاً: "ليست مهمتي تفسير تصريحاته"، لكنه حذر من المساس بالنص التأسيسي لحلف الناتو، مؤكدًا أن الوحدة والاحترام ضروريان في ظل التحديات العالمية، ولا سيما الحرب الروسية على أوكرانيا.
وفي سياق آخر، أعلن ماكرون أن فرنسا بصدد إنهاء تقييمها للأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية نتيجة الضربات الأميركية والإسرائيلية، وأن النتائج ستتم مقارنتها مع تقييمات الحلفاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، والدول الأوروبية، وإسرائيل. كما أشار إلى لقاء مرتقب في باريس مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، للبحث في آخر المعطيات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، لافتًا إلى أن قرارات بهذا الشأن ستُتخذ "قبل حلول الصيف".
