سيدة لبنان حريصا، دير مار مارون عنايا، ودير الصليب في جل الديب. مزارات ثلاث على جدول زيارات البابا لاوون الرّابع عشر. هذه المواقع هي أكثر من مزارات دينيّة، بل أماكن تجمع المصلّين من مختلف الأديان والجنسيّات. فما أهميّة هذه المزارات؟
حريصا: سيدة لبنان
حين يصل الزوار الى جونية ترحّب بهم مريم العذراء من على التّلة العالية. ويعتبر مزار حريصا من أشهر المزارات الدّينيّة في الشّرق.
تأسّس عام 1908 تحت رعاية جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة. يجمع المكان بين الصلاة والسّياحة، كونه يطل على البحر. فمريم من موقعها في الأعلى تحرس لبنان وتضع اللّبنانيين نصب أعينها، رافعة صلواتهم إلى الله الآب.
يزور اللّبنانيون من مختلف الطّّوائف مزار سيدة لبنان ويرفعون صلواتهم، هذا ما يجعل من مزار حريصا مقصد للبابا خلال زيارته لبنان. حيث سيلتقي هناك البطاركة والأساقفة المكرّسين.
عنايا:ضريح مار شربل
8 أيار تاريخ مشترك يجمع البابا بالقدّيس شربل. ففي الثّامن من أيار 2025 انتخب روبرت فرنسيس بريفوست ليكون بابا على رأس الكنيسة الكاثوليكيّة واختار اسم لاوون الرّابع عشر. هذا التّاريخ نفسه هو تاريخ ميلاد القدّيس شربل.
على ارتفاع أكثر من مئتي متر وعلى بعد ساعة واحدة من بيروت، يقع دير مار مارون عنايا حيث ضريح القديس شربل. هذا المكان الذّي يتهافت إليه المؤمنون من مختلف الطّوائف لزيارة "طبيب السما". في اليوم الثّاني من زيارته لبنان ذهب الحبر الأعظم إلى عنّايا على وقع الزّغاريد ونثر الورود وقرع أجراس الكنائس. وجثا على ركبتيه أمام ضريح مار شربل. في مشهد يعكس عظمة قدّيس عنايا.
دير الصّليب في جل الدّيب
زيارة مرتقبة إلى دير الصليب حيث ضريح الطوباوي الأب يعقوب الكبوشي مؤسس راهبات الصليب.
يرتبط هذا المكان بقداسة الخدمة، ويعتبر اليوم أحد أكبر مستشفيات الطّب النّفسي في لبنان.
يضم الدير كنيسة سيدة البحر حيث يقع ضريح الطوباوي، ومتحفاً صغيراً يروي سيرة حياته. وتبقى الحركة الاقتصادية المحيطة بالدير محدودة مقارنة بحريصا وعنايا، لكنها موجودة من خلال مطاعم ومحال صغيرة في محيط الموقع. أما الزيارات الروحية فتبقى مفتوحة بلا رسوم، وتعتمد الرهبنة على التبرعات لدعم رسالتها.
هذه الأماكن المقدّسة ازدادت أهميّتها بعد زيارة البابا، إذ أصبحت مقصدًا للسيّاح الذّين سيزورون لبنان في وقت لاحق. إذ سيتوق هؤلاء لزيارة الأماكن التّي زارها بابا روما.
على الرّغم من زيارته هذه الأماكن المقدّسة اعتبر بعضهم أنّ الزّيارة لم تكتمل من دون زيارة الجنوب حيث مرّ المسيح. خصوصًا قرية قانا، المكان الشّاهد على أوّل عجيبة قام بها المسيح. فهل يخص البابا الجنوب بزيارة خاصّة أخرى في وقت آخر؟
