لم يعد السير على الطرقات اللّبنانيّة مجرّد تنقّل من مكان إلى آخر، بل تحوّل في كثير من الأحيان إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر، خصوصًا مع الانتشار الواسع للفانات التي تقود بسرعة فائقة في العاصمة بيروت، غير آبهة بقواعد السلامة ولا بحياة المواطنين.
هذه الفانات، التي يُفترض أن تؤمّن خدمة نقل عامّة، باتت تشكّل تهديدًا مباشرًا لمستخدمي الطريق، فالقيادة المتهوّرة، والتجاوز غير القانوني، و"الدوبلة" العشوائيّة أصبحت مشاهد يوميّة، حيث لا يكتفي بعض السائقين بفتح خط ثانٍ للتجاوز، بل يبتدعون خطًا ثالثًا في طرقات ضيّقة أصلًا، ما يؤدّي إلى إرباك السير وتعريض السيّارات لخطر الاصطدام في أيّ لحظة.
ولا يقف الأمر عند السرعة الجنونيّة، إذ غالبًا ما تتوقّف هذه الفانات بشكل مفاجئ في منتصف الطريق لإنزال الركّاب أو تحميلهم، من دون إشارات تحذيريّة أو مراعاة لحركة المرور خلفها. هذا السلوك لا يعرقل السير فحسب، بل يخلق سلسلة من المخاطر قد تنتهي بحوادث مأساويّة.
