logo
logo
logo

مقالات

هذا ما يحصل بالأسرى اللّبنانيين من الحزب في إسرائيل!

هذا ما يحصل بالأسرى اللّبنانيين من الحزب في إسرائيل!

جان ماري توما-

 


"عايشين من قلّة الموت" هذا المثل ينطبق تحديدًا على الأسرى اللّبنانيّين في السجون الإسرائيليّة! 

يعيش الأسرى اللّبنانيّون من حزب الله في سجن تحت الأرض يسمّى "جناح ركيفت السري" في سجن أيالون، وهو مخصّص لهم ولعناصر النخبة من حماس. يُحتجز العشرات في غرفة محكمة الإغلاق، ولا يُسمح لهم برؤية الشمس. إنّهم يُحتجزون 23 ساعة، أمّا الساعة المتبقية من اليوم فينتقلون إلى فناء محاط بالجدران الخرسانية، لا تدخله الشّمس، مع نافذة لا تُفتح مطلقًا، وخلال هذه الساعة يُمنع التواصل بين المعتقلين، وتُعرض على الجدران صور لدمار غزة.

ذكرت هيئة البثّ العبريّة عبر وكالة الأناضول، أنّ عدد المحتجزين يبلغ حوالي 75 معتقلاً من الطرفين يعيشون تحت وطأة قيود صارمة.

images.jpeg

قبو بن غفير السرّي


في هذا القبو يُحتجز عناصر قوّة الرضوان. 
ليس سجنًا منفصلًا بل هو تسمية أخرى لسجن ركفيت، تسمية إعلاميّة للإضاءة على ما يقوم به الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير بحقّ الأسرى هناك. 

في توصيفٍ معمّق للقبو، هو عبارة عن زنزانات خرسانية مغلقة بالكامل، مزودة بكاميرات مراقبة ذكية، وظروف احتجاز في "أدنى مستوياتها" بحسب القانون الدولي: لا يُسمح بالخروج، استحمام لمدة 7 دقائق فقط، وحراس يُجبِرون السجناء على الجلوس منحنين عند دخولهم، وفق تقرير إرم نيوز، الإماراتي.

يُمنعون الأسرى من الخروج من هذه الزنزانة لأي سبب قانوني أو إنساني، سواء لمقابلة محامٍ أو تلقي علاج طبي أو حضور جلسة محاكمة، فكل الإجراءات تتم داخل الجناح فقط!

img1175297.jpg.webp

شهادات حيّة

 

في أوائل أيّار 2025، زار بعض المحامين الأسرى، وعند خروجهم وثّقوا ما رأوه وما تلقّوه من معلومات:

المحامون دخلوا عبر ممرّات تحت الأرض وصفوها بالمستودع القديم، وكانت محاطة بالصراصير والتشقّقات.
أكّد الأسرى تعرضهم لتعذيب "الديسكو" أي تشغيل موسيقى صاخبة بلا توقّف مع توجيههم لاستخدام الحفّاضات، وتقييد اليدين والعينين، وحُرموا من الطعام والماء، وسمح لهم بالخروج ساعة كل يومين فقط مقيّدين، ومُنِعوا من الصلاة.

images (2).jpeg

وثق تقرير المحامين أنّ هناك حالات لكسر أصابع خلال عمليات التعذيب، ويعانون بعض الأسرى من أوبئة جلدية مثل الجرب، أشاروا أيضًا إلى إجبارهم على شتم أمهاتهم.

تحدّث الأسرى للمحامين عن مواقف تحرّش أيضًا وجاء في التقرير ما يلي: "تعرضوا لأذى نفسي وجسدي، يشمل تحرّشات لفظية وجسدية من بعض السجانين، إضافة إلى إجبارهم على خلع ملابسهم خلال عمليات التفتيش، والإهانة المتكررة المرتبطة بأجسادهم."

وصف الأسرى الأساليب بأنها كانت تحرّشات جسدية مهينة أثناء التفتيش. وإجبار على خلع الملابس من دون أي سبب أمني حقيقي، وتهديدات بالاعتداء الجنسي كوسيلة ضغط نفسي، كما استخدام أجهزة تفتيش بطريقة تحرش جنسي.

 

نذكر أنّ هذه المعلومات واردة في تقرير مفصّل وثّق فيه المحامون كل ما رأوه ونُشر على موقع القدس في 6 أيّار 2025.

 

في النهاية، يتّضح أنّ هذا السّجن عبارة عن قبو للتنكيل الجسدي والنفسي، حيث يعمّ التعذيب، التحرش، التجويع، والإذلال.
ورغم محاولات التكتّم والطمس، فإن التقارير، شهادات الأسرى، وصور الزيارة القانونيّة -وإن كانت مغبشة- تفتح نافذة على حقيقة مرّة لأهل الأسرى ولأصحاب القلوب والضمائر! فهل يمكن للعالم أن يواصل تجاهل صرخات تنطلق من تحت الأرض؟ وهل يصمت القانون عن زنزانة بلا شمس، ولا صلاة، ولا رحمة؟ فقط لأنّ السجّان: إسرائيل؟