logo
logo
logo

مقالات

هل سنشهد على غطاء أميركي لعدوان قادم على لبنان؟ براك يلوّح!

هل سنشهد على غطاء أميركي لعدوان قادم على لبنان؟ براك يلوّح!

باسل الدنف-

تعدّى المبعوث الأميركي توم برّاك المهنية ولغة الدبلوماسيّة في تصريحاته الأخيرة خلال مقابلة تلفزيونية على قناة "سكاي نيوز عربية" حيث أثار صدمة كبيرة في الأوساط السياسية اللبنانية وعند الرأي العام، بعد الإنتقادات الحادة لأداء الدولة اللبنانية، خاصةً في ما يتعلّق بموضوع "سلاح حزب الله"، والمساس بدور الجيش اللّبناني ومكانته.

 

من الدبلوماسية إلى التصعيد

منذ أن تسلّم الملف اللبناني، بدا أن برّاك لا ينتمي إلى المدرسة الكلاسيكيّة في العمل الدبلوماسي، بل يُفضّل أسلوب "الإستفزاز". فبعد تهديده في وقت سابق بضمّ لبنان إلى "بلاد الشام" إذا لم يلتزم بـ"السلوك المناسب"، ووصفه للإعلام اللبناني بالـ"حيواني"، عاد ليطلق مواقف تُعدّ من الأكثر تصعيدًا على لسان مسؤول أميركي.

 

برّاك اتهم الدولة اللبنانية صراحةً بأنها لم تفعل شيئاً حيال نزع سلاح "حزب الله"، معتبرًا أن كل ما جرى لا يتعدّى الأقوال، من دون أي خطوات فعليّة. ولم يكتفِ بذلك، بل أقرّ بأن واشنطن لن تسلّح الجيش  اللبناني لمواجهة إسرائيل، بل لتحارب في الداخل أي "حزب الله" مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي لن ينسحب من النقاط الخمس المحتلّة.

والتصريح المهين بحق الجيش اللبناني الذي تعدّى كل الخطوط الحمراء في قوله، "الجيش اللبناني يحصل من 200 إلى 300 دولار شهرياً فقط، إذا على الجندي اللبناني ان يعمل كسائق أو في مقهى أو أن يجمع القمامة في نهاية الأسبوع بدلاً من القتال".


ولم يكتفِ بذلك، فعلى العلن ومن دون أي تجميل في أسلوبه قال براك بالفم الملآن: "نحن لا نريد تسليحعم لمقاتلة إسرائيل بل نريد تسليحهم لمقاتلة شعبهم، حزب الله". أي ممنوع على الجيش اللّبناني مقاتلة إسرائيل إن تمّ تسليحه.

واشنطن لم تعد وسيطًا

من الواضح ان تصريحات برّاك أسقطت صفة الوسيط عن الولايات المتحدة، ولم تعد هذه الإدارة تردع إسرائيل بل العكس فهي تعطيها الضوء الأخصر لفعل ما يحلو لها ، ملوحاً بإمكانية حصول مواجهة برّية أو توسيع رقعة العمليات في العمق اللّبناني.

 

وهذا الغطاء الأعمى الذي تعطيه أميركا لإسرائيل تجعل الأخيرة تسخر بمكانة الدول العربية والإسلامية جميعها، عبر القصف على الدوحة وتونس وتهديد تركيا.

 

غطاء أميركي لعدوان قادم؟

تزامنت لهجة برّاك الحادة مع تصريحات لافتة من نتنياهو، أعلن فيها استعداد إسرائيل لـ"تدمير المحور الإيراني"، متحدثًا عن عام "تاريخي" لأمن إسرائيل. وهذا التوازي في التصريحات، يثير مخاوف جدية من أن تكون واشنطن بصدد توفير غطاء سياسي دولي لأي عمليّة عسكرية إسرائيلية ضد لبنان، بذريعة أن الدولة اللبنانية فشلت في تنفيذ التزاماتها.

خصوصاً بعد أن تداولت معلومات صحافيّة قيام اجتماع سرّي جمع موفداً غربيّاً مع وسطاء لبنانيين، تحدّثوا خلاله أنّ بعد انتهاء نتنياهو من عملية غزّة وتوقيع الاتفاق الأمني مع سوريا والذي من المتوقع أن ينجز قريباً جداً في نيويورك، هناك إمكانية حدوث عمليات عسكرية واسعة النطاق على الساحة اللّبنانية تتزامن مع ضغط إقتصادي وحصار بحري وجوّي إسرائيلي.

 

خلاصة المشهد

بعد كل هذه التصريحات المهينة للشعب، الجيش والدولة، هناك صورة تتوضّح اكثر فأكثر يوميًّا: واشنطن لم تعد شريكًا في الحل، بل طرفًا في الصراع. بل تعدّت الخطوط لتصبح وصاية،  في وقتٍ سئم لبنان من الوصايات. 

فهل هذه هي السيادة التي هٌلِّلَ لها؟