تواصل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار إيران التهديد الأخطر في الشرق الأوسط، وتكثّف استعداداتها لمواجهة هذا الخطر بمختلف أشكاله. وكشف مسؤول أميركي لموقعي العربية.نت والحدث.نت أنّ الخطر الإيراني تراجع من حيث الزخم، لكنه لم يختفِ بعد، مشيرًا إلى أنّ الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال حرب الأيام الاثني عشر مع إسرائيل في حزيران الماضي شكّلت محطة مفصلية في هذا الصراع المستمر.
ورغم تضارب التقديرات حول حجم الأضرار التي أصابت القدرات العسكرية الإيرانية، يؤكد الأميركيون أنّهم، بالتعاون مع إسرائيل، نجحوا في فرض السيطرة على الأجواء الإيرانية، وتدمير مواقع رادارات وصواريخ ومصانع تصنيع عسكري، وإلحاق أضرار كبيرة بالمنشآت النووية.
لكن واشنطن، وفق مصادرها، ترصد عودة إيران السريعة إلى التصنيع العسكري، مستفيدة من خبراتها التقنية وطاقاتها البشرية، ما يجعلها تضع هذا التطور تحت مراقبة استخباراتية دقيقة. ورفضت المصادر الخوض في التفاصيل، مبرّرة ذلك بحساسية المعلومات، لكنها أكدت أنّ الولايات المتحدة تستعدّ لاحتمال تصعيد جديد في أيّ لحظة.
وبحسب المسؤولين، تعمل الإدارة الأميركية على إعادة صياغة استراتيجيتها تجاه إيران، بحيث تعتمد على تمكين الحلفاء الإقليميين من الدفاع عن أنفسهم وتطوير منظوماتهم الدفاعية، فيما تكتفي واشنطن بدور الدعم والتنسيق. وتُعدّ هذه المقاربة خطوة نحو تقليص الوجود العسكري الأميركي المباشر مع الحفاظ على مستوى عالٍ من الجاهزية والردع.
وفي الإطار السياسي، واصلت إدارة ترامب حملة "الضغط الأقصى" على طهران، التي انضمت إليها مؤخرًا بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ثم مجموعة الدول الصناعية السبع، ضمن ما تصفه واشنطن بـ"الضغط المتعدد الأطراف"، في محاولة لدفع إيران إلى التفاوض دون الحاجة إلى مواجهة عسكرية جديدة.
غير أنّ مصادر داخل الإدارة تعترف بأنّ الثقة بنجاح هذه الحملة ليست مرتفعة، إذ قال أحد المسؤولين إنّ "إيران تملك القدرة على المفاجأة، ولا أحد يعلم ما الخطوة التالية التي قد تقدم عليها"، مشيرًا إلى انقسام واضح في التقديرات داخل البيت الأبيض حول نيات طهران المقبلة.
من جهتها، تعتمد وزارة الدفاع الأميركية استراتيجية شاملة لمواجهة التهديد الإيراني، تقوم على الجاهزية الميدانية وتعزيز التعاون مع الحلفاء، إلى جانب تنسيق الجهود بين المؤسسات العسكرية والاستخباراتية والمالية والدبلوماسية، بما يضمن مواجهة متكاملة ومستمرة للخطر الإيراني.
وفي ختام التصريحات، شدّد أحد كبار المسؤولين الأميركيين على أنّ الهدف الأساسي لواشنطن في المرحلة المقبلة هو تعطيل البرنامج النووي الإيراني، ومنع إعادة بناء الترسانة الصاروخية والمسيّرات، ووقف شبكات التهريب التي تغذّيها، مؤكدًا أنّ "ردع إيران يبقى أولويتنا القصوى، فهي تهديد قائم ومستمر".