وصف الرّئيس الأميركي دونالد ترامب الحرب بين روسيا وأوكرانيا بأنها "حمّام دم"، واعتبر أنّ "أوكرانيا يمكن أن تفوز بالحرب لكن لا أعتقد ذلك"، كما أشار إلى أنّ "الوضع معقّد ونعمل على إبرام صفقة"، وأضاف أنّ "معظم من يُقتلون في أوكرانيا وروسيا هم جنود"، وأن "الناتو يدفع ثمن الأسلحة التي تُرسل إلى أوكرانيا".
تصريحات ترامب جاءت خلال لقائه رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي في البيت الأبيض، حيث أعلن عن بحث ملفات حيوية تشمل العلاقات التّجارية وصفقة الغوّاصات والمعادن النّادرة، مؤكّدًا أنّ واشنطن وكانبيرا ستوقّعان قريبًا اتفاقًا جديدًا بشأن المعادن الحيويّة.
وأكّد ترامب أن "صفقة الغوّاصات مع أستراليا قد تردع الصّين"، وأشار إلى أنذ "الجيشين الأميركي والأسترالي يتعاونان بشكل وثيق"، لافتًا إلى أنّ "الولايات المتّحدة متّقدّمة على الصّين في كل شيء باستثناء عدد السّفن الحربيّة".
وكشف ترامب أن "الصّين ستدفع رسومًا جمركيّة بنسبة 155% إذا لم توقّع اتفاقًا معنا بحلول الأول من الشهر المقبل"، موضحًا أن "الرسوم الجمركية كانت دائمًا أداة فعالة لإنهاء الحروب"، مضيفًا: "أستخدم الرسوم لتحقيق مصالح الولايات المتحدة، وأتوقّع أن تأتي الصين إلى طاولة المفاوضات".
وأكّد أن "الصين تعاملت معنا باحترام كبير"، موضحًا أنه "عندما هدّدونا بالمعادن النادرة، هدّدتهم بالرسوم الجمركية"، مؤكدًا: "نريد من الصين أن تشتري فول الصويا الأميركي"، كاشفًا أنه "سيزور الصين مطلع العام المقبل".
ولم تخلُ تصريحات ترامب من لهجة التّحذير تجاه حلفائه وخصومه على السّواء، إذ هدّد إسبانيا بعقوبات في حال لم ترفع إنفاقها العسكري إلى 5% من النّاتج المحلي.
وفي الملف الإيراني، قال ترامب إنّ "القصف كان شرطًا للتّفاهم في الشّرق الأوسط"، مضيفًا: "ما كنا لنبرم أي اتّفاق لو لم نقصف منشآت إيران النووية"، وكشف أن طيّارين أميركيين أخبروه بأنهم "تمرّنوا 22 عامًا على قصف المنشآت الإيرانيّة".
أما في ما يتعلّق بغزّة، فاعتبر ترامب أن "ما جرى لا يرتبط بقيادة حماس بل ببعض المتمرّدين"، واصفًا إياهم بـ"المجموعة العنيفة التي قتلت الكثيرين". وأكّد أن "الولايات المتّحدة لم تعطِ إسرائيل الإذن للعودة إلى غزة"، وشدّد على أنّه لن يرسل جنودًا إلى هناك، "لكننا سنقضي على حماس إذا لم تلتزم بالاتفاق".
وتُعدّ أستراليا من أكبر منتجي الليثيوم والكوبالت والمنغنيز والمعادن النّادرة في العالم، وهي عناصر أساسيّة في صناعات تكنولوجيّة متّقدّمة، من أشباه الموصلات إلى المركبات الكهربائية. ومع سعي واشنطن لتقليل الاعتماد على بكين، تبرز كانبيرا كحليف استراتيجي محوري في سلاسل التّوريد العالميّة.
كما تسعى أستراليا لتأمين دعم ترامب الكامل لاتّفاق "أوكوس" المبرم عام 2021 مع الولايات المتحدّة والمملكة المتحدّة، والذي يتضمن تزويدها بثلاث غوّاصات نوويّة من طراز "فرجينيا" ونقل التكنولوجيا اللّازمة لبناء غواصات محلية خلال 15 عامًا