لم يمرّ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نشر غواصتين نوويتين قرب المياه الروسية دون ردّ، لكن الردّ الروسي لم يأتِ بغضب، بل ببرود محسوب. فالمقربون من الكرملين سارعوا إلى التقليل من أهمية الخطوة، معتبرين أنها لا تتجاوز إطار الاستعراض السياسي، ولا تحمل في طيّاتها أي تهديد جديد لموسكو.
الجنرال السابق في سلاح الجو ونائب رئيس مجلس الدوما، ليونيد إيفيلف، أكّد في تصريح لوكالة "تاس" أنّ الغواصتين "لا تمثّلان تهديدًا جديدًا لروسيا"، مشدّدًا على أنّ القيادة العسكرية في موسكو "تُتابع هذه المناورات بدقّة، وتُدرك أبعادها التكتيكية والسياسية".
موقف مشابه صدر عن النائب فيكتور فودولاتسكي، الذي وصف أي محاولة أميركية لترهيب روسيا بأنها "محكومة بالفشل"، في ظل امتلاك موسكو "قوة ردع نووية متقدّمة تفرض توازنًا لا يمكن تجاهله".
خطوة ترامب جاءت على وقع سجال محتدم مع الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، بعدما وجّه الأول إنذارًا نهائيًّا لموسكو بوقف إطلاق النار في أوكرانيا، ملوّحًا بعقوبات أميركية "قاسية وغير مسبوقة".
الرد الروسي لم يتأخّر. ميدفيديف رأى في تصريحات ترامب "نذير صِدام خطير"، محذّرًا من أن "كل إنذار نهائي جديد يُقرّب العالم خطوة إضافية من المواجهة"، مستحضرًا في تحذيره ما يُعرف بـ"اليد المميتة" — نظام الردّ النووي الآلي الذي طوّره الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، لضمان إطلاق الصواريخ حتى في حال غياب القيادة المركزية.